قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين إنهاء الإعفاءات لشراء النفط الإيراني لحرمان طهران من مصدر دخلها الرئيسي، الأمر الذي وعدت إيران بأنه سيفشل، في وقت تعهدت فيه السعودية والإمارات بتعويض السوق.
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب قرر عدم تجديد إعفاءات عقوبات نفط إيران عندما يحل أجلها في مايو/أيار المقبل، مشيرا إلى أن القرار يستهدف وقف صادرات النفط الإيراني تماما مع حرمان النظام من مصدر دخله الرئيسي.
وذكر بيان البيت الأبيض أن البلدان الحاصلة على إعفاءات حاليا ستواجه عقوبات أميركية حال استمرارها في استيراد النفط الإيراني، مما يعني أن وقف الإعفاءات سيطال ثماني دول أعفيت من عقوباتها تجاه إيران في اتفاق مؤقت، وهي تركيا والصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.
وقال ترامب على تويتر “السعودية وآخرون في أوبك سيعوضون تماما فرق تدفق النفط في ظل عقوباتنا الكاملة الآن على النفط الإيراني”.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مؤتمر صحفي أن بلاده ستعمل من أجل الوصول بصادرات النفط الإيراني إلى الصفر، وذلك من أجل “حرمان النظام الخارج عن القانون (في إيران) من الإمكانيات التي يستخدمها في تهديد دول الجوار ودعم الإرهاب وتطوير الصواريخ”.
وقال إن الضغوط الأميركية على إيران “قللت من قدرتها على إحداث أضرار في العالم”، موضحا أن بلاده ستتعاون مع حلفائها لتوفير بدائل للنفط الخام الإيراني، وأن السعودية والإمارات أكدتا التحرك في الوقت المناسب بما يكفل تلبية الطلب العالمي.
وقال أيضا “وضعنا 12 مطلبا لإيران وإن لم تلتزم بها فسنواصل حملتنا بالتعاون مع إسرائيل وحلفائنا في الخليج.. إذا هوجم أميركيون من قبل إيران فسنرد على ذلك”.
وأضاف “هناك 80 دولة تعاون واشنطن في حربها على التطرف والإرهاب.. الإسلام المتطرف يبقى تهديدا وسنواصل عملنا ضد الأشرار”.
وفي السعودية، قال وزير الطاقة والصناعة خالد الفالح اليوم إن بلاده “ستقوم بالتنسيق مع منتجي النفط الآخرين بالتأكد من توفر إمدادات كافية من النفط للمستهلكين، والعمل على عدم خروج أسواق النفط العالمية عن حالة التوازن”.
وأضاف أن بلاده ستتشاور في الأسابيع القليلة المقبلة مع الدول الأخرى المنتجة للنفط، والدول الرئيسية المستهلكة للنفط، بهدف استمرار توازن الأسواق واستقرارها، بما يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
من جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك إن عدم تجديد الاستثناءات على العقوبات سيقلص من نفوذ طهران، مضيفا “نتوقع التزاما كاملا من الدول المعنية”.
إيران وإسرائيل
وفي رد فعلها على الخطوة الأميركية، قالت وزارة النفط الإيرانية إن واشنطن لن تنجح في وقف صادرات إيران النفطية، وإن سياساتها بهذا الخصوص ستفشل.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فأشاد بقرار ترامب، واعتبر في بيان أن “له أهمية كبيرة لتكثيف الضغط على النظام الإرهابي الإيراني”.
وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي الشهر الماضي إن بلاده تمتلك من القوة العسكرية ما يكفيها للرد على أي تحرك إسرائيلي ضدها، وذلك بعدما قال نتنياهو إن إيران تحاول التحايل على العقوبات من خلال ما سماه تهريب النفط خفية عبر مسارات بحرية، مضيفا “سيكون للبحرية الإسرائيلية دور أكثر أهمية في وقف هذه الأفعال الإيرانية”.
المصدر : الجزيرة + وكالات