تجمع مئات آلاف السودانيين اليوم الخميس في ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، في مليونية أطلق عليها اسم “السلطة المدنية”. وانضمت إلى الاعتصام حشود من مدن السودان الأخرى.
وأفاد مراسل الجزيرة نت أحمد فضل من الخرطوم بأن توافق الساعات الماضية بين المجلس العسكري والمعارضة لم يمنع توافد مئات الآلاف لدعم المعتصمين في محيط القيادة العامة للجيش بالخرطوم، وسط مشاركة لافتة للولايات وموكب نوعي للقضاة.
وبحسب المراسل، فقد بدأت مواكب الولايات في التوافد على ساحة الاعتصام منذ الظهر، حيث وصلت مواكب كوستي بولاية النيل الأبيض والقضارف والكاملين بولاية الجزيرة، فضلا عن موكبي شندي وحجر العسل بولاية نهر النيل.
وشاركت حشود في الاعتصام من مدن شندي (شمال)، ومدني، ورفاعة، والمناقل (وسط)، وكوستي (جنوب).
وعصرا جابت مواكب الولايات ساحة الاعتصام وسط حفاوة المعتصمين وترديد شعارات الحرية والسلام والعدالة. وفي نفس التوقيت، انطلق من أمام المحكمة الدستورية موكب للقضاة ضم نحو مئة منهم، في أول مشاركة لهذه الشريحة.
وهتف موكب القضاة بشعارات “سلطة مدنية بقضاتها محمية”، و”حرية سلام وعدالة.. الثورة خيار الشعب”.
وعندما حل المساء امتلأ ميدان الاعتصام الممتد على طول شارع القيادة العامة للجيش والشوارع المحيطة والمؤدية إليه بمئات الآلاف من المحتجين المطالبين بنقل السلطة من العسكر للمدنيين.
ونشطت لجان الاعتصام في تشديد إجراءات التأمين والحماية خاصة عند دخول المتظاهرين إلى الساحة. كما نصبت اللجان مكبرات الصوت على امتداد ساحة الاعتصام حيث بُثت أغان وأشعار ثورية.
وأظهر تجمع المهنيين في مليونية الخميس تنظيما لافتا عكس توسعه بضم مهنيين وحرفيين لم يكونوا ضمن الحراك عند تفجره في ديسمبر/كانون الأول الفائت.
وظهر في “مليونية السلطة المدنية” تجمع الكيميائيين وتجمع العاملين بوزارة الموارد المائية والكهرباء.
كما رفع تجمع المهنيين وحلفاؤه في قوى المعارضة وتيرة التعبئة والتحشيد في لجان الأحياء بولاية الخرطوم، وهو ما انعكس في مواكب ضخمة وصلت ساحة الاعتصام سيرا على الأقدام من الخرطوم بحري وأم درمان وجنوبي الخرطوم.
وتعقيبا على المليونية، قال تجمع المهنيين السودانيين إن “ما يحدث أمام قيادة الجيش وفي اعتصامات المدن ليس ثورة فقط، بل هو ميلاد سودان كنا نحلم به”.
وأضاف في بيان “بسبب وعينا وتجاربنا وحرصنا على مكتسباتنا، نحن أسياد هذه الثورة وحراسها”.
حشد أمني
وحشدت قوات الدعم السريع السودانية عناصرها المسلحة الخميس في الساحة الخضراء وسط الخرطوم لمواجهة أي انفلات، في ظل الاستعداد لمليونية تطالب بتسليم السلطة للمدنيين.
وأكد المتحدثون من قادة قوات الدعم السريع أن قواتهم جاهزة “لحسم أي انفلات ومواجهة أي متربص بالوطن في أي زمان وفي أي مكان”.
وفجر الخميس، أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير تأجيل إعلان أسماء مرشحيها للسلطة المدنية الانتقالية، وذلك للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، سعيا للتوصل إلى اتفاق شامل مع المجلس العسكري الانتقالي.
وأوضحت قوى التغيير في بيان أنها رأت اتخاذ خطوة تأجيل إعلان الأسماء المرشحة للسلطة المدنية الانتقالية “بناء على المستجدات، والاتفاق حول الخطوات القادمة مع المجلس العسكري”.
وفي 11 أبريل/نيسان الجاري، عزل الجيش السوداني الرئيس عمر البشير، على وقع مظاهرات شعبية متواصلة احتجاجا على تدني الأوضاع الاقتصادية والغلاء منذ نهاية العام الماضي.
وشكل قادة الجيش مجلسا انتقاليا من عشرة عسكريين -رئيس ونائب وثمانية أعضاء- لقيادة مرحلة انتقالية حدد مدتها بعامين كحد أقصى، طارحا على القوى السياسية إمكانية ضم بعض المدنيين إليه، مع الاحتفاظ بالحصة الغالبة. غير أن الأخيرة تدفع باتجاه ما تسميه مجلسا مدنيا رئاسيا تكون فيه الغلبة للمدنيين، ويضم بعض العسكريين.
ومنذ 6 أبريل/نيسان الجاري، يعتصم آلاف المحتجين أمام مقر قيادة الجيش للمطالبة بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وتفكيك مؤسسات النظام السابق، وعلى رأسها جهاز الأمن والمخابرات.
المصدر : الجزيرة + وكالات