عندما أعلنت الولايات المتحدة إرسال حاملة طائرات وقاذفات لمنطقة الخليج، بدا أن الرئيس دونالد ترامب أصغى لحلفائه المتحمسين لضرب إيران ومنعها من تصدير نفطها ودفع نظامها للسقوط.
وبعد استهداف سفن النفط السعودية والإماراتية في ميناء الفجيرة الأحد الماضي، دقت طبول الحرب في الشرق الأوسط، وتوقع مقربون من هؤلاء المتحمسين أن تستغل واشنطن الموقف لتأديب طهران.
والمتحمسون لضرب إيران هم ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
رغبة الثلاثة في نشوب حرب بين أميركا وإيران يصغي إليها في البيت الأبيض مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.
وتطلق إيران على هؤلاء اسم فريق الباءات الأربعة انطلاقا من كون أسمائهم تبدأ بحرف الباء، بولتون وبن زايد وبن سلمان وبنيامين نتنياهو.
وفي وقت سابق، قال نتنياهو إن “على إسرائيل وكافة دول المنطقة وكافة الدول الساعية للسلام في العالم أن تقف بجانب الولايات المتحدة ضد العدوان الإيراني”.
وفي مواقع التواصل، أبدى مقربون من صنع القرار في الرياض وأبوظبي سعادتهم بتحركات القوات الأميركية في المنطقة واعتبروها مؤشرا على قرب شن حرب أميركية على إيران.
استبعاد الحرب
لكن الحرب بدت أبعد من أمانيهم، إذ أكد الطرفان أمس الثلاثاء الرغبة في خفض التوتر وشددا على أن القتال ليس واردا أصلا.
وقد نفى الرئيس الأميركي بشدة وجود خطة لإرسال حشود ضخمة من قواته إلى الخليج تحسبا لمواجهة عسكرية مع إيران.
وأثناء زيارته لروسيا، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده لا تريد الحرب مع إيران، وإنما تضغط عليها بهدف تغيير سياساتها التدميرية، على حد وصفه.
وفي مؤشر على احتواء الموقف، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هناك أملا بإيجاد حل سياسي للأزمة بشأن إيران، وإن روسيا ستساعد في تحقيق هذا الهدف.
ونقلت وكالة رويترز عن السفير الأميركي لدى السعودية جون أبي زيد قوله إن هناك حاجة لإجراء تحقيق واف لفهم ما حدث في الفجيرة “ثم يأتي الرد المعقول بما لا يصل إلى حد الحرب”.
ولم يقف السفير عند هذا الحد، إنما شدد على أنه ليس من مصلحة إيران ولا الولايات المتحدة ولا السعودية أن يتفجر صراع في الشرق الأوسط.
رغبة التفاوض
وعلى عكس ما تؤمله إسرائيل والإمارات والسعودية، تبدي واشنطن أكثر من مرة استعدادها للدخول في مفاوضات سياسية مع إيران للتفاهم معها بشأن البرنامج النووي.
وفي الأسبوع الماضي شدد ترامب على أنه لا ينوي إلحاق أذى بالإيرانيين، وقال إن بإمكانهم طلب رقم هاتفه من سويسرا والاتصال به في أوي قت لتسوية الخلافات.
وفي الضفة الأخرى أكد المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي أن بلاده لا تسعى لحرب مع الولايات المتحدة رغم التوترات المتزايدة بين العدوين اللدودين.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن خامنئي قوله “لا نسعى لحرب وهم لا يسعون لذلك أيضا. إنهم يعرفون أن هذا ليس في صالحهم”.
وأكد خامنئي أيضا في تصريحات لمسؤولين كبار أن إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن إبرام اتفاق نووي آخر.
الجزيرة