قبل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المرتقب في نهاية الشهر الحالي، يلفّ الغموض الطريقة التي تنوي المملكة المتحدة اعتمادها لإدارة هذا الانفصال. وفيما يلي خمسة أسئلة عالقة:
– ما الاتفاق المحتمل؟
لا يريد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “باكستوب” وهو شبكة الأمان المنصوص عليها في الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي. وتهدف هذه الآلية إلى تجنّب إعادة الحدود بين أيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي في الجنوب، بما يحفظ اتفاقات سلام موقعة عام 1998 وأيضا وحدة السوق الموحّدة الأوروبية.
وفي نسختها الحالية، تقضي هذه الآلية التي ستُعتمد حلّا اللحظة الأخيرة بإنشاء “منطقة جمركية موحّدة” تشمل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يعتبرها مؤيدو بريكست أنها تُبقي بلدهم في حضن بروكسل إلى أجل غير محدود. وبناء على ذلك، ينبغي إيجاد حلول أخرى بينها مراكز للجمارك على بعد كيلومترات عدة من الحدود.
وقد اعتبرت دبلن هذا الإجراء بمثابة حدود جديدة. أما الحلّ الآخر المطروح فهو نقاط مراقبة في بحر أيرلندا، إلا أن ذلك لا يمكن تصوّره بالنسبة لعدد كبير من المحافظين لأن من شأنه أن يمسّ بسيادة المملكة المتحدة.
– هل يحصل أي اتفاق جديد على دعم؟
رفض النواب البريطانيون ثلاث مرات الاتفاق السابق الذي تفاوضت تيريزا ماي بشأنه بصعوبة مع الاتحاد الأوروبي، وإذا تمكن جونسون من التوصل إلى اتفاق جديد فلن يكون لديه إلا بضعة أيام لدفع البرلمان إلى إقراره، علما أنه فقد الأكثرية بعد حصول انشقاقات وإقصاء تام لمحافظين مؤيدين لإرجاء موعد بريكست.
بلغ التوتر بين رئيس الوزراء والنواب ذروته الأسبوع الماضي بعد إلغاء المحكمة العليا قرار جونسون تعليق أعمال البرلمان.
– هل يمكن إرجاء موعد بريكست؟
سبق أن أُرجئ موعد بريكست، الذي كان مرتقبا في الأصل يوم 29 مارس/آذار الماضي، مرتين بسبب غياب الأكثرية في البرلمان بشأن كيفية الانفصال.
ويرغم قانون تمّ التصويت عليه في العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي جونسون على الطلب من الاتحاد الأوروبي إرجاء موعد بريكست ثلاثة أشهر في حال عدم التوصل إلى اتفاق في القمة الأوروبية المرتقبة في 17 و18 من هذا الشهر، وندّد رئيس الوزراء بما اعتبره “قانون استسلام” مؤكدا أنه لن يطلب هذا الإرجاء.
يحتاج إرجاء من هذا النوع إلى موافقة الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي التي تريد أن يكون لديها فكرة واضحة للخطوات التالية.
– هل يمكن تنظيم انتخابات؟
في ظل الأزمة المستمرة التي تشهدها البلاد وغياب أكثرية حكومية، يبدو احتمال إجراء انتخابات مبكرة حتميا في الأسابيع والأشهر المقبلة، وكل الأحزاب تستعدّ لها بقوة.
حتى الآن، لا تزال المعارضة العمّالية تراوغ قائلةً إنها تنتظر إرجاء موعد بريكست، وفي ظلّ وضع الفوضى الحالي ليس مؤكداً أن تتشكل أكثرية واضحة بعد الانتخابات.
– هل يمكن تجنّب بريكست؟
بحسب المعارضة، بريكست ليس أمرا حتميا، ويعد حزب العمّال بأنه في حال فوزه في الانتخابات سيجري استفتاء ثانيا يطرح فيه الاختيار بين اتفاق خروج أعيد التفاوض بشأنه مع الاتحاد الأوروبي أو البقاء في التكتل.
ويريد الليبراليون الديمقراطيون والانفصاليون الأسكتلنديون “منع بريكست”، لكنّ الوقت ضيق لتغيير المسار.
الجزيرة