انتعش النفط، اليوم الأربعاء، عقب تراجع بأسعاره على مدى عدة أيام، بعدما أظهرت بيانات للقطاع انخفاضا مفاجئا في مخزونات الخام الأميركية، في حين طغت بيانات اقتصادية ضعيفة في الولايات المتحدة أدّت لهبوط أسواق الأسهم العالمية.
وارتفع خام القياس العالمي برنت 47 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 59.36 دولاراً للبرميل ليعوض جزءا من الخسائر التي تكبدها في الجلسات الثلاث الفائتة. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 54.29 دولاراً للبرميل بارتفاع 67 سنتا، ما يعادل 1.3 بالمئة.
وأغلق عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر أقرب استحقاق منخفضاً عند التسوية، أمس الثلاثاء، للجلسة السادسة على التوالي؛ وهي أطول سلسلة انخفاض منذ بداية العام الجاري، بعدما نزل نشاط التصنيع في الولايات المتحدة لأقل مستوى في عشرة أعوام بسبب توترات التجارة الأميركية الصينية التي تضغط على الصادرات.
وقلص النفط جزءا من الخسائر بعدما أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، تراجع مخزونات الخام الأميركية بواقع 5.92 ملايين برميل في الأسبوع الماضي، بينما توقع المحللون زيادتها بمقدار 1.6 مليون برميل.
وأسعار النفط حاليا أقل من مستوياتها قبل هجمات 14 سبتمبر/ أيلول على منشأتي نفط سعوديتين مع استئناف أكبر دولة مُصدرة للخام الإنتاج بالكامل.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قوله، اليوم الأربعاء، إنه سيكون على استعداد للقاء وزير الطاقة السعودي وهو في موسكو، لكن السعوديين لديهم مشكلة مع اللقاء. وتابع الوزير عقب وصوله إلى موسكو لحضور اجتماع منتدى للدول المصدرة للغاز: “سوق الطاقة يجب أن تكون غير مسيسة لمنع التدخل الأحادي غير المشروع”. وتوقع فائضا طفيفا بإمدادات النفط في العام القادم.
بدوره، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الأربعاء، إن بلاده تتعهد بالامتثال الكامل لاتفاق إنتاج النفط العالمي المُبرم بين أوبك وحلفائها في أكتوبر/ تشرين الأول. ولفت إلى الحاجة لتعزيز التعاون مع أوبك لتقليص التقلبات المرتفعة بسوق النفط.
في حين أكد وزير الطاقة والصناعة الإماراتي سهيل المزروعي، اليوم الأربعاء، أن أوبك وحلفاءها يراقبون أسواق النفط العالمية، وأن مستويات الامتثال كما هي مثلما أُعلنت في السابق في الاجتماع الماضي للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك+.
وأضاف المزروعي لوكالة “رويترز”: “في ما يتعلق بالكميات، فنحن نتابعها، نتعهد بالالتزام بمستويات الامتثال التي أعلنا عنها حين اجتمعنا في أبوظبي. لا تغييرات فيها. نحن ملتزمون بالكميات والتخفيضات التي أعلنتها جميع الدول”.
من جهة أخرى، فتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض، اليوم الأربعاء، فيما تصدرت بورصة التراجعات على خلفية تطورات جديدة تتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما تصاعدت المخاوف بشأن النمو العالمي بعد إصدار عدد من التقارير المتشائمة لأنشطة المصانع في منطقة اليورو والولايات المتحدة، ما أثر سلباً على غالبية الأسواق العالمية.
وتراجع المؤشر “فايننشال تايمز 100” البريطاني بنسبة 0.5 بالمئة، وهو أكبر نزول في أنحاء أوروبا وقبيل محادثات يجريها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع بروكسل، إذ يستعد للكشف عن طرحه النهائي للخروج من الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من اليوم.
وما زال المستثمرون يعانون من صدمة بيانات متشائمة لأنشطة المصانع في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، التي صدرت أمس الثلاثاء، الذي شهد تسجيل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي ومؤشر منطقة اليورو أكبر خسائرهما في يوم واحد خلال شهرين.
وتراجع المؤشر “ستوكس 600” بنسبة 0.3 بالمئة، مع تمسك مؤشر قطاع الأغذية والمشروبات بالمكاسب، حيث ارتفع سهم بيرنو ريكار الفرنسية للمشروبات الروحية 2.1 بالمئة بعدما عدل جيفريز توصيته للسهم إلى شراء.
العربي الجديد