احتجاجات العراق.. البرلمان يناقش قانون الانتخابات واغتيالات الناشطين في ارتفاع

احتجاجات العراق.. البرلمان يناقش قانون الانتخابات واغتيالات الناشطين في ارتفاع

يناقش مجلس النواب العراقي اليوم الأربعاء مشروع قانون الانتخابات في جلسة اعتيادية تأتي في وقت تستمر المظاهرات الاحتجاجية في بغداد، ومن جانب آخر عثر على جثة ناشط مدني فجر اليوم بعد ساعات من اختفائه شمالي العاصمة، لترتفع في الفترة الأخيرة حالات اغتيال الناشطين.

ويتوقع أن يتم التصويت على القانون الجديد للانتخابات البرلمانية، وتواجه عملية تمرير القانون تحفظات كبيرة بسبب الآلية التي تضمنتها مسودة القانون، والتي تقول مصادر برلمانية إنها تعطي فرصة للقوائم الانتخابية بالتنافس أمام الترشيح الفردي الذي يدعمه الشارعُ بشكل كبير، ويطالب بأن يكون التنافس فرديا للمرشحين.
وكان البرلمان أجرى قبل نحو أسبوعين قراءة أولى على مشروع قانون الانتخابات، لكنه واجه انتقادات من ناشطي الحراك، وكذلك من الأمم المتحدة التي قالت إن المشروع لا يلبي مطالب الشعب.

مختلط
وينص مشروع القانون على اعتماد نظام مختلط بين الاقتراع الفردي والقوائم الانتخابية في طريقة احتساب الأصوات، وهو ما يرفضه المتظاهرون الذين يدعون لإجراء انتخابات بطريقة الاقتراع الفردي المباشر ويفوز من يحصل على أعلى الأصوات.

ويقول المحتجون إن قانون الانتخابات الحالي يخدم الأحزاب الحاكمة على حساب الكتل الصغيرة والمستقلين.

الصدر حذر من مغبة التسويف أو عدم التصويت اليوم على مشروع قانون الانتخابات (رويترز)
الصدر حذر من مغبة التسويف أو عدم التصويت اليوم على مشروع قانون الانتخابات (رويترز)
وقد دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر البرلمان إلى تمرير قانون داعم للترشيح الفردي في كل محافظة، مع مراعاة عدد سكانها، كما اقترح بشأن مجالس المحافظات أن يجري انتخابات ثلاثة أشخاص فقط هم المحافظ ونائبه ورئيس مجلس المحافظة، معتبرا ذلك ما يرضي الشعب.

وحث -في بيان نشره اليوم صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري- على إلغاء تصويت العراقيين في الخارج ولو مؤقتا، أو إعادة النظر بالطريقة التي سيتم اعتمادها، مع تشديد الرقابة على تصويت أفراد القوات الأمنية، محذرا من التسويف أو عدم التصويت على القانون اليوم.

وسبق للبرلمان أن صوت قبل أيام على حل مجلس المفوضية المستقلة للانتخابات، وتشكيل مفوضية جديدة تضم تسعة قضاة يتم اختيارهم بالقرعة. وكانت الأحزاب الحاكمة تسمى أعضاء المفوضية.

اغتيال ناشط
من جانب آخر، نقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني أنه عثر فجر اليوم على جثة الناشط علي نجم اللامي الذي كان قد اختفى مساء أمس إثر مغادرته ساحة التحرير وسط بغداد، وتوجهه إلى منزله بمنطقة الشعب شمالي العاصمة.

وأضاف المصدر الأمني أنه تم العثور على جثة اللامي في محيط منزله وهو مصاب بطلقة في رأسه، وقد فارق على إثرها الحياة.

وقبل اغتيال اللامي، قتل مسلحان مجهولان مساء الأحد الماضي بمدينة كربلاء ناشطا بارزا في الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة والطبقة الحاكمة، في حين نجا ناشطان آخران من محاولتي اغتيال بمدينتي كربلاء والعمارة جنوبي البلاد وفق مصادر أمنية.

وتتكرر حوادث استهداف الناشطين بالاحتجاجات، ومنها قتل المصور الصحفي أحمد المهنا طعنا بآلة حادة، واختطاف المصور زيد محمد الخفاجي الجمعة الماضية في بغداد.

وتعهدت الحكومة مرارا بملاحقة من يقفون وراء عمليات قتل واختطاف الناشطين، دون نتائج تذكر حتى الآن.

مظاهرات الثلاثاء
وكان المشاركون بمظاهرات أمس في بغداد ومدن أخرى قد طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن قتل المحتجين في ساحات الاحتجاجات واغتيال مجهولين لنشطاء بعيدا عن مناطق التظاهر.

ومنذ بدء الاحتجاجات مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي سقط 485 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصائية أعدتها وكالة الأناضول استناداً إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان ومصادر طبية وأمنية.

وغالبية ضحايا المحتجين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل الحشد الشعبي لهم صلات مع إيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، لكن الحشد الشعبي ينفي أي دور له في قتل المحتجين.

الجزيرة