طرابلس – ساعدت مناورة الجيش الليبي على جبهة شرق مصراتة، وتحديدا محور الوشكة – أبوقرين، على تحقيق اختراقات مهمة في العاصمة طرابلس، حيث نجح في التقدم في محور مشروع الهضبة ومحور بوسليم وسط محاولات لدخول منطقة عين زارة.
وأعلنت حكومة الوفاق، الواجهة السياسية للإسلاميين، الأحد صدها هجوما عنيفا للجيش على محور عين زارة، جنوبي طرابلس.
وقال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، مصطفى المجعي، إن قواتهم “صدت محاولة لاختراق تمركز قوات الوفاق بمحور عين زارة”.
وصار واضحا أن الهجوم على أبوقرين الذي نفذه الجيش الليبي إلى الشرق من مدينة مصراتة هو جزء من مناورة استراتيجية تستهدف الضغط على هدفين حيويين، هما مصراتة وطرابلس اللتان تمثلان أهم مركزين سكانيين لا يزالان تحت سيطرة حكومة الوفاق.
ورغم تعرض الجيش الليبي إلى خسائر مهمة، خصوصا مع مقتل قائد القوات المهاجمة سالم درياق، ومعاونه القذافي الصداعي وعدد من كبار الضباط في ضربة لطائرة مسيرة قال الجيش إن الأتراك قاموا بها على منطقة الوشكة، إلا أن الهدف الاستراتيجي من المناورة ما زال قائما وهو الضغط على ميليشيات مصراتة للاختيار بين الدفاع عن طرابلس أو العودة لدعم الدفاع عن مدينتهم.
وأصدر القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، قرارا يقضي بتكليف آمر جديد لقيادة غرفة عمليات سرت خلفا للواء الراحل سالم درياق، الذي قتل في غارة طائرة مسيرة تركية السبت شرقي مصراتة.
ووفق المكتب الإعلامي لقيادة الجيش، فإن القائد العام “أصدر قرارا يقضي بتكليف العميد ركن علي عمر المقرحي بمهام آمر غرفة عمليات سرت الكبرى”.
وذكرت مصادر أن قوات الجيش تقدمت بشكل ملموس على محور الهضبة جنوب طرابلس وأنها بصدد الاندفاع للسيطرة على ضاحية عين زارة إلى الجنوب من الطريق الدائري.
وتشير بيانات حكومة الوفاق بشكل غامض إلى عملياتها في محور طرابلس، كما أنها تراجعت بالكامل عن الحديث عن سيطرتها على قاعدة الوطية بعد أن ذكرت أنها سددت ضربة قوية لقوات الجيش بسيطرتها على القاعدة.
وقالت مصادر عسكرية ليبية إن الجيش يتحرك بسرعة ليقطع الطريق على استجلاب المزيد من قوات المرتزقة من المقاتلين السوريين والتركمان الذين ترسل تركيا الآلاف منهم، مما يتيح لميليشيات مصراتة الانسحاب من طرابلس وتعزيز الدفاعات في مدينتهم.
انسحاب بعض ميليشيات مصراتة من طرابلس إلى بوابة السدادة للتصدي لأي هجوم محتمل على المدينة
وتحدثت المصادر عن بدء انسحاب ميليشيات مصراتة من العاصمة التي تقود فعليا معركة التصدي لدخول الجيش إلى طرابلس، وتمركزت في بوابة السدادة إلى جانب قيادات عسكرية تركية تتولى توجيه المعركة، في حين يتم الاعتماد على المرتزقة السوريين في محاور طرابلس الذين يجهلون جغرافيا مناطق العاصمة، وهي أبرز نقاط ضعف حكومة الوفاق لاسيما مع بدء تحول المعركة إلى حرب شوارع.
وشهد محور الوشكة – أبوقرين الأحد معركة جوية بين سلاح الجو التابع للجيش الليبي والطائرات التركية المسيرة التي حاولت إعاقة تقدم قوات الجيش على الأرض، انتهت بتقدم للجيش الذي سيطر على منطقة تبة الملح.
وبدأت مدينة مصراتة، التي انتشر فيها فايروس كورونا بشكل لافت الأيام الأخيرة حيث تم الإعلان الأحد عن تسجيل 6 إصابات، تستشعر خطر اقتراب الجيش منها.
وحمّلت “غرفة الطوارئ مصراتة” في بيان لها الأحد المجلس الرئاسي كامل المسؤولية لعدم اتخاذه أي خطوات لقطع العلاقات مع الدول الإقليمية التي تتهمها بدعم قوات الجيش.
وحملت الغرفة في بيانها المجلس الرئاسي أيضا مسؤولية التقصير في دعم الجبهات ومحاور القتال لحسم المعركة ضد القوات المسلحة الليبية شرق مصراتة وفي طرابلس.
كما طالب البيان البعثة الأممية بالإسراع في التخلي عن الحياد والوقوف في صفهم ضد قوات الجيش.
وتأتي هذه التطورات العسكرية وسط مناشدات من عدة أطراف بضرورة وقف القتال والعودة إلى الهدنة التي خرقتها حكومة الوفاق بالعملية العسكرية الفاشلة للسيطرة على قاعدة الوطية العسكرية.
وبدل تحميل المجتمع الدولي والبعثة الأممية في ليبيا حكومة الوفاق مسؤولية خرق الهدنة، اختارا إصدار بيانات فضفاضة تطالب كلا الطرفين بوقف القتال بهدف تكريس الجهود لمجابهة فايروس كورونا.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا (حكومي)، الأحد، تسجيل 5 إصابات جديدة بفايروس كورونا؛ ليرتفع الإجمالي إلى 8.
وجاء في بيان للمركز التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، نشره على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، أنه تسلم 12 عينة تم اكتشافها وتخص أشخاصا مخالطين لمصابين بكورونا، وكانت نتائج التحاليل لخمس عينات موجبة (مصابة)، فيما البقية سالبة (غير مصابة).
العرب