أبدت جهات عدة في العراق مخاوفها من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا بعد تخفيف حظر التجول في جميع مدن البلاد بمناسبة حلول شهر رمضان، والذي يقضي بأن يسمح بالتجول وممارسة الأعمال بين الساعة السادسة صباحا والسابعة مساء، عدا يومي الجمعة والسبت، اللذين يتم تطبيق حظر التجول فيهما بشكل كامل.
وشدد القرار على استمرار غلق المدارس والجامعات ودور العبادة والمقاهي والملاعب الرياضية والمراكز التجارية وقاعات الأفراح، ومنع إقامة مجالس العزاء وغيرها من التجمعات، وفرض ارتداء الكمامات خارج المنازل، مع التهديد باتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين.
وقال عضو حملة “وعي”، التي تنشر التوعية حول كورونا، أحمد سامي، لـ”العربي الجديد”، إن “رفع حظر التجول قد يتسبب بارتفاع معدل الإصابات. القرار لم يتخذ بإجماع أعضاء خلية الأزمة، وهناك تحفظ من قبل مسؤولي وزارة الصحة عليه، وحكومة تصريف الأعمال اتخذته بسبب ضغوط تتعلق بضرورة تعويض أصحاب المهن التي تعطلت من جراء الحظر، وأعدادهم تتجاوز 10 ملايين عراقي. بعد تخفيف حظر التجول سيكون خط الصد الأول هو وعي المواطنين”.
وسجل العراق خلال الأيام الماضية، انخفاضا في أعداد المصابين بفيروس كورونا، وبلغت الحصيلة حتى مساء الأحد، 1539 إصابة، و82 حالة وفاة، فضلا عن تجاوز عدد المتعافين 1000 متعاف، ما تسبب في تفاؤل حول إمكانية احتواء الوباء في حال التزام المواطنين بالبقاء في منازلهم.
وقال نائب البرلمان، باسم خشان، لـ”العربي الجديد”، إن “هناك مخاوف من تداعيات قرار تخفيف حظر التجول، والإبقاء على حظر جزئي، إذ يمكن حصول انتشار واسع للوباء. استطاع العراق خلال الأيام الماضية منع انتشار كورونا، وأغلب المحافظات تكاد تكون خالية من إصابات جديدة، وكل هذا بسبب الإجراءات الوقائية والاحترازية، وعلى رأسها حظر التجول”.
وشدد خشان على “ضرورة عدم الاسترخاء في تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الوباء الخطير، كما على المواطنين عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، ومنع أي تجمعات حفاظاً على سلامتهم”.
وقال عضو خلية الأزمة الحكومية لمواجهة كورونا، رياض عبد الأمير، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، إنه “في حال ارتفعت الإصابات اليومية ستتم إعادة الحظر الشامل. الحظر الجزئي اتخذ وفق شروط مشددة، وإذا طبقت التوصيات الحكومية لن نشهد ارتفاعا في المعدلات اليومية”.
وبين عبد الأمير أن “فرض حظر التجول الجزئي لن يؤدي إلى مخاطر كما يعتقد البعض، فالوضع الوبائي تحت السيطرة، ولهذا تم رفع الحظر الشامل، والموقف الوبائي ستتم مراقبته. تخفيف الحظر لا يعني أننا لا نستطيع إرجاعه، بل سيحدث ذلك بشكل فوري إذا وجدت مخاطر على الوضع الصحي”.
العربي الجديد