تشارك المملكة العربية السعودية الولايات المتّحدة الأميركية قناعتها بوجوب تمديد حظر توريد السلاح المفروض على إيران من قبل الأمم المتحدة. بل إنّ للرياض سببا إضافيا لدعم التمديد والإصرار عليه، وهو أنّ المملكة متضرّرة بشكل مباشر من السلاح الإيراني الموجود بين يدي جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن والذي تستخدمه في قصف أهداف داخل العمق السعودي.
الرياض – حثّت السعودية والولايات المتّحدة الأميركية المجتمع الدولي على تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران من قبل الأمم المتحدة، وحذّرتا من أنّ إنهاء الحظر سيسمح لطهران بمزيد تسليح وكلائها في المنطقة وزعزعة استقرار الإقليم.
وجاء ذلك على لسان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير والممثل الأميركي للشؤون الإيرانية براين هوك، خلال لقاء جمعهما الاثنين في العاصمة السعودية الرياض ثاني محطّات جولة هوك في المنطقة والتي كان قد بدأها الأحد من العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث أجرى محادثات مع وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان شملت الملف الإيراني وسياسات طهران المزعزعة لاستقرار المنطقة.
وارتبطت جولة المسؤول الأميركي الذي يشغل أيضا منصب كبير مستشاري السياسات لوزير الخارجية، بهدفٍ محدّد يتمثّل في حشد الدعم لمساعي منع إيران من الحصول على المزيد من الأسلحة التي تستخدمها في تهديد استقرار المنطقة، وفي إذكاء الصراعات في بعض أنحائها على غرار ما تقوم به في اليمن عن طريق وكلائها الحوثيين.
وتستطيع السعودية أن تلعب دورا مهمّا في إقناع دول كبرى مثل الصين وفرنسا وروسيا بتجديد الحظر على إيران، وذلك بالنظر للعلاقات الاقتصادية والمالية التي تربط المملكة بتلك الدول حيث تدرك الرياض حاجة عواصم القرار الدولي للحفاظ على مصالحها وحرصها على عدم التضحية بها لخدمة المصالح الإيرانية.
ويتمّ بموجب حظر الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتحدة منع إيران من شراء طائرات مقاتلة ودبابات وسفن حربية. لكنّ انتهاء المدّة القانونية للحظر في أكتوبر القادم بموجب الاتفاق النووي الموقّع بين إيران ودول كبرى في العام 2015، يثير المخاوف من إطلاق يد طهران لمزيد إذكاء الحروب والصراعات المندلعة في المنطقة.
ودشّنت واشنطن مؤخّرا حملة لإقناع المجتمع الدولي بضرورة تمديد الحظر لكنّها تخشى عدم تمرير التمديد بقرار أممي في حال اعترض أحد الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي على ذلك.
وقال الجبير في المؤتمر الصحافي مع هوك إنّ إيران تعمل على تسليح جماعات إرهابية في سوريا والعالم. كما تدعم الحوثيين الذين شنوا 1659 هجوما على المدنيين في السعودية.
لمصالح الدول الكبرى مع السعودية دور في إقناع تلك الدول بضرورة تمديد حظر السلاح على إيران
كما حذّر من أن طهران ستصبح أكثر عدائية إذا رفع عنها حظر التسلح، فهي تقدم أسلحة لمنظمات إرهابية كحزب الله اللبناني. وأضاف استعرضنا مع براين هوك الأعمال الإجرامية لإيران في اليمن ونعمل مع الولايات المتحدة على منع توريد الأسلحة لإيران.
ومن جهته أكّد المبعوث الأميركي الخاص بإيران أن “حظر التسلح على إيران يجب أن لا يرفع، فهي تهدف إلى تطوير أسلحتها لتصديرها إلى أذرعها في المنطقة”، محذراً من “تصاعد العنف إذا رفع حظر التسلح عن إيران”.
واعتبر أنّ إيران تريد تطوير أسلحتها لمزيد من دعم المنظمات الإرهابية، فقد استخدمت الأموال لتدمير بلدان مثل اليمن وسوريا وغيرها، مطالبا مجلس الأمن الدولي بالاستماع إلى مطالب بلدان منطقة الشرق الأوسط بشأن تمديد حظر السلاح على إيران.
كذلك كان للمبعوث الأميركي لقاء في الرياض مع الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي جرى خلاله “استعراض علاقات التعاون الثنائي وأوجه التنسيق بين البلدين في مختلف الجوانب، بما فيها الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية”.
كما ناقش الجانبان، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس” التطورات المتعلقة بعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الخطر الإيراني على أمن المنطقة، والجهود المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار.
وتم لقاء الجبير وهوك بحضور المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي الذي أطلع المبعوث الأميركي على الأسلحة التي تُستخدم في استهداف السعودية، وهي نموذج عن الأسلحة التي تهرّبها طهران للأذرع المسلّحة التابعة لها في المنطقة.
وقال براين هوك في وقت سابق إن انخفاض عائدات طهران المالية يمثل “شيئا جيدا للمنطقة” ويؤثر على قدرتها على دعم وكلائها الإقليميين مثل سوريا، مضيفا على الإيرانيين “الاختيار بين البنادق في دمشق أو الزبدة في طهران”.
وهددت إيران بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وسط حملة الضغوط الأميركية. وتقول الوكالة إن مخزون طهران من اليورانيوم منخفض التخصيب يواصل نموه.
ويقول هوك “إذا لعبنا وفق القواعد الإيرانية فإن إيران ستفوز”، مضيفا “إنه تكتيك مافيا حيث يتم تخويف الناس لقبول نوع معين من السلوك خوفا من شيء أسوأ بكثير”، ومؤكّدا “لا أحد يعتقد أن سلوك إيران يستحق تخفيف القيود على قدرتها على نقل الأسلحة”.
العرب