كيف سيبدو العالم إذا فاز ترامب مرة أخرى؟

كيف سيبدو العالم إذا فاز ترامب مرة أخرى؟

يناقش الكاتب بمجلة لوبس (L’OBS) الفرنسية بيير هاسكي ما سيكون عليه موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من بقية العالم إذا أعيد انتخابه، متسائلا: هل سيكون “ترامب 2” مختلفا عن “ترامب 1″؟ وهل سيستمر في تحدي التحالفات التقليدية، ورفض التعددية؟

كما تساءل في بداية مقاله: ماذا لو أن ترامب -رغم الابتذال وسوء الأخلاق والخلل الذي ميز ولايته الأولى- لا يزال قادرا على التأهل مرة أخرى، في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني القادم كرئيس للولايات المتحدة؟

ورغم أن هذا السيناريو غير وارد في نظر أوروبا -وفقا للكاتب- فإن هاسكي يرى مع ذلك أنه ممكن، ولذلك “يجب أن نستعد له، على الأقل فكريا”؛ لنتصور ما يمكن أن يكون عليه العالم خلال سنوات حكم “ترامب 2” القادمة.

وهنا يلاحظ هاسكي أن من الصعب التكهن بذلك، في ظل عدم وجود أي بيان مهم للسياسة الخارجية في الحملة الحالية غير الواقعية إلى حد ما التي تمر بها أميركا، لكن سجل هذه الإدارة على مدى السنوات الأربع الماضية لم يكن مشجعا، على حد تعبير الكاتب.

وعن تأثير “ترامب 1” على العالم، قال الكاتب إنه أسهم بالفعل في تقويض النظام الدولي، الذي يعمل عالمنا على أساسه، بحلوه ومره، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فأضعف إلى حد كبير خلال فترته الأولى تعددية الأطراف التي كانت حاسمة في بناء التعاون بين الدول، بدل ما كان سائدا بينها من تنافس وسباق للتسلح.

وهنا استدرك الكاتب قائلا: صحيح أن ترامب لم يكن المسؤول الوحيد عن ذلك، لكن ثقل الولايات المتحدة حاسم بطبيعة الحال.

تشغيل الفيديو
ولتوضيح ما ذهب إليه، عدّد الكاتب بعض القرارات التي اتخذها ترامب، من قبيل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ومن الاتفاق النووي مع إيران، ومن منظمة الصحة العالمية، وفرض عقوبات على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية وازدراء الأمم المتحدة، إلى غير ذلك من الضربات الكثيرة التي سددتها إدارة ترامب1 للتعددية.

ومن غير المرجح -حسب هاسكي- أن يختلف موقف “ترامب 2” تجاه بقية العالم كثيرا عن موقف “ترامب 1″، بل على العكس من ذلك ، ونظرا لأن عملية التنصل تماما من المعاهدات تأخذ وقتا طويلا، فإن فترة ثانية ستسمح له بإنهاء خروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، في حين أعلن منافسه الديمقراطي جو بايدن أنه ينوي إعادة بلاده إلى تلك المعاهدة، وهو ما ينطبق كذلك على الخروج من منظمة الصحة العالمية، الذي لن يكون ساري المفعول إلا بعد الانتخابات، وبالتالي يمكن أن يستمر هذا العمل المقوض على مدى السنوات الأربع المقبلة، مما سيجعل العالم أقل “تسليحا” لمواجهة الأزمات معا.وهنا لفت الكاتب إلى أن هدف ترامب2 القادم ربما يكون الانسحاب من حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي لم يسلم من انتقاده منذ أن وصل إلى البيت الأبيض.

وقد أظهر -وفقا للكاتب- أنه يفضل الصفقات على التحالفات، مثل تلك التي يفرضها على كوريا الجنوبية، والتي ما فتئ يزيد السعر المطلوب منها مقابل الحفاظ على القوات الأميركية هناك، وهذا هو النوع نفسه من العلاقة الذي يبنيه مع بولندا، فهو مقتنع بأن هذا النوع من العلاقات يفيد أميركا أكثر من الانخراط في حلف أطلسي “يستغل” أعضاؤه -حسب رأيه- الولايات المتحدة.

والشيء الوحيد المؤكد -حسب هاسكي- هو أن فترة ولاية ثانية لترامب ستتوج تحول الولايات المتحدة من شرطي للعالم إلى قوة عظمى أنانية، وهذا ما يمكن أن تكون له جوانب جيدة مثل نهاية الحروب الأبدية، لكنه يهدد في الوقت نفسه العالم بأن يتحول إلى غابة من دون قواعد، وعليه فإن علينا إذا أعيد انتخاب ترامب ربط الأحزمة؛ إذ ستكون هناك لا محالة مطبات ومطبات، على حد تعبير الكاتب.

الجزيرة