ترامب كان على وشك توجيه ضربة لإيران قبل مغادرة البيت الأبيض

ترامب كان على وشك توجيه ضربة لإيران قبل مغادرة البيت الأبيض

واشنطن – لا يزال خيار توجيه ضربة لإيران واحدا من القرارات المطروحة على أجندات الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير.

وكشف مسؤول أميركي أن ترامب طلب خيارات لمهاجمة الموقع النووي الإيراني الرئيسي الأسبوع الماضي لكنه قرر في نهاية المطاف عدم اتخاذ هذه الخطوة المثيرة.

وقال المسؤول “ترامب طلب خيارات.. أعطوه السيناريوهات وقرر في نهاية المطاف عدم المضي قدما”.

وتأتي إفادة المسؤول متطابقة مع ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية التي ذكرت أن المستشارين أقنعوا ترامب بعدم المضي قدما في تنفيذ ضربة على منشآت إيران النووية بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى إثارة نزاع موسع في الأسابيع الأخيرة من رئاسته.

وقالت الصحيفة إنّه خلال اجتماع ترأسه الخميس الماضي في المكتب البيضاوي سأل ترامب معاونيه وبينهم نائبه مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ما “إذا كانت لديه أي خيارات للتحرّك ضدّ” هذا الموقع النووي “خلال الأسابيع المقبلة”.

وأضافت أنّ هؤلاء المسؤولين الكبار “أقنعوا الرئيس بعدم المضي قدما في شن ضربة عسكرية” ضدّ طهران خوفا من أن تؤدّي إلى نزاع واسع النطاق.

وأكّدت الصحيفة أنّ ترامب طرح هذا السؤال على معاونيه غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد بأنّ طهران تواصل تكديس اليورانيوم المخصّب، مشيرة إلى أنّ الموقع النووي الذي كان ترامب يريد ضربه هو على الأرجح موقع نطنز.

وذكرت “نيويورك تايمز” نقلا عن مسؤولين أن ترامب ربما لا يزال ينظر في طرق لضرب أصول إيران وحلفائها بما في ذلك الميليشيات في العراق.

وشهدت العلاقات المقطوعة منذ أربعة عقود بين الولايات المتحدة وإيران زيادة في منسوب التوتر منذ تولي ترامب مهامه الرئاسية في 2017 ثم انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرضه عقوبات مشدّدة على طهران وصولا إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع العام الجاري.

وأبدى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي لم يعترف ترامب حتى الآن بهزيمته أمامه، نيّته في “تغيير المسار” الذي اعتمدته إدارة ترامب حيال إيران، لكنّ الهامش المتاح أمامه لتحقيق خرق دبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية سيكون ضيّقا ومحكوما بعوامل وعقبات مختلفة.

وكانت نقطة التحول الأساسية في علاقة الولايات المتحدة بإيران في عهد ترامب قراره في 2018 الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.

وأعاد الرئيس الأميركي فرض عقوبات قاسية على طهران ضمن سياسة “ضغوط قصوى” اتبعها حيالها، وكانت لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد الإيراني وسعر صرف العملة المحلية.

واعتبر ترامب أنّ الاتفاق الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما، لم يكن كافيا، وسعى إلى الضغط على الجمهورية الإسلامية من أجل التوصل إلى “اتفاق أفضل” من وجهة نظره. ورفضت إيران أي تفاوض جديد، مؤكدة المضي في “مقاومة” العقوبات والضغوط.

العرب