شهد خطاب مليشيا “عصائب أهل الحق”، التي اتهم أحد قادتها أخيراً بالتورط بعمليات قصف طاولت المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة وسط بغداد والتي تضم مبنى السفارة الأميركية، تغييراً واضحاً بعد أن رفضت ليل الأحد–الإانين الهجمات التي تستهدف السفارة الأميركية في العراق، منتقدة التهديدات التي أطلقتها مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية، السبت، ضد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
ورفض المتحدث باسم مليشيا “عصائب أهل الحق” محمود الربيعي أي اعتداء على البعثات الدبلوماسية، مؤكداً في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أن المليشيا تتحفظ على دور السفارة الأميركية في بغداد، إلا أنها تبقى بعثة دبلوماسية بحماية العراق، وأن الاعتداء عليها يمثل اعتداءً على سيادة العراق.
بيّن القيادي أن الشخص الذي تقول السلطات إنه متورط بإطلاق الصواريخ تعرض للتعذيب من أجل أن يقول إنه قائد صواريخ “العصائب”
ونأى الربيعي بالمييشيا عن الهجمات التي تستهدف السفارة الأميركية وأرتال التحالف الدولي، مشيراً إلى عدم وجود ما يثبت تورط “العصائب” بقصف السفارة.
وتابع “لا يمكن أن تترك بغداد بيد مجاميع الصواريخ”، مبيناً أن الشخص، الذي تقول السلطات العراقية إنه متورط بإطلاق الصواريخ، تعرض للتعذيب من أجل أن يقول إنه قائد صواريخ “العصائب” المخصصة لقصف المنطقة الخضراء، على حد قوله.
وانتقد المتحدث باسم “عصائب أهل الحق” التهديد الذي أطلقته مليشيا “كتائب حزب الله” ضد الكاظمي، موضحاً أن هذا التهديد يزيد الأوضاع توتراً.وقال المسؤول الأمني لمليشيا “كتائب حزب الله” العراقية أبو علي العسكري، في تغريدة له مساء السبت، إن “تحالفنا مع فصائل المقاومة، سواء المحلية أو الخارجية، تحالف متين، وأن الذي يمسهم يمسنا، ونحن ملتزمون بالدفاع عنهم”، داعياً “كاظمي الغدر ألا يختبر صبر المقاومة بعد اليوم، فالوقت مناسب جدا لتقطيع أذنيه، كما تقطع آذان الماعز، ولن تحميه أي جهة أخرى”.
وجاء التغيير في خطاب مليشيا “عصائب أهل الحق”، التي كانت ترفع شعار إخراج الأميركيين بالقوة حتى وقت قريب، متزامناً مع إرسال الكاظمي وفداً إلى إيران في زيارة لم يكشف عن جدول أعمالها، إلا أنها على الأغلب قد تتعلق بالتطورات الساخنة في العراق، في ضوء هجمات متواصلة على السفارة والقوات الأميركية في البلاد.
جاء التغيير في خطاب ميليشيا “عصائب أهل الحق” التي كانت ترفع شعار إخراج الأميركيين بالقوة، متزامناً مع إرسال الكاظمي وفداً إلى إيران
وفي وقت سابق، نقل موقع “ميدل إيست نيوز” الإيراني عن “مصدر مطلع” قوله إن وفداً عراقياً سيصل إلى طهران مساء الأحد.
وأضاف المصدر أن الوفد يزور إيران من جانب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ويترأسه “أبو جهاد الهاشمي”، من دون الكشف عن عناوين أعمال الزيارة وجدولها.
ولم تعلن السلطات العراقية عن هذه الزيارة بشكل رسمي، إلا أن مصادر سياسية مطلعة رجحت أن تكون هذه الزيارة ضمن جهود الحكومة العراقية للضغط على المليشيات بهدف وقف الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية في البلاد، موضحة لـ”العربي الجديد” أن زعامات سياسية عراقية تبذل جهوداً مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الكاظمي ومليشيا “عصائب أهل الحق”.
وقال عضو البرلمان العراقي السابق مشعان الجبوري، في مقابلة متلفزة، إن وفد الكاظمي الذي أرسله إلى إيران قد يكون يحمل طلباً إلى طهران للتدخل من أجل وقف تحركات الجماعات المسلحة.
براء الشمري
العربي الجديد