يحمل اختفاء جاك ما مؤسس “علي بابا” عن الأنظار بعد انتقاده للنظام الصيني، رسالة مفادها أن تكون مليارديرا يعني أن تعرف حدودك أيضا، وهو ما يكشف أن الصين لا تغير عاداتها.
بكين- اختفى الملياردير، مؤسس شركة “علي بابا” العالمية للتجارة الإلكترونية، جاك ما، بعد انتقاده للنظام الصيني، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ويكتنف الغموض اختفاء جاك، بعد أن بدأت بكين تحقيقا في أواخر ديسمبر الماضي، لمكافحة الاحتكار ضد شركة “علي بابا”.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه لا يوجد ما يشير إلى تعرضه لأذى جسدي إلى الآن.
ويظهر هذا الاختفاء أن الصين لا تغير عاداتها حتى لو تعلق الأمر بشخصيات ذات نفوذ كبير، أو أنها أطلقت مجرد ملاحظات عن النظام السياسي في البلاد. ويحمل هذا الاختفاء رسالة واضحة لأمثال جاك ما مفادها: أن تكون مليارديرا يعني أن تعرف حدودك أيضا.
وجنى جاك، الذي يبلغ من العمر 56 عاما، ما يقرب من 48 مليار دولار، بعد تأسيس شركة “علي بابا”، والتي تعتبر النسخة الآسيوية من عملاق التجارة الإلكترونية أمازون.
وكانت علاقة رجل الأعمال الصيني وطيدة بالنظام الشيوعي، قبل أن تنقلب حكومة الصين عليه، بسبب انتقاده للمنظمين والبنوك المملوكة للدولة خلال مؤتمر التكنولوجيا المالية في أكتوبر الماضي، حسب الصحيفة نفسها.
كما اختفى ملفه الشخصي من موقع البرنامج التلفزيوني لرواد الأعمال الناشئين “أبطال الأعمال في أفريقيا”، والذي تقيمه مؤسسة “جاك ما” الخيرية، وغاب عن المقاطع الترويجية، وأذيعت الحلقة النهائية دونه.
وقبل أسابيع من موعد الحلقة النهائية في نوفمبر الماضي، كتب جاك تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، قال فيها “لا أستطيع الانتظار لمقابلة المتسابقين”، ومنذ ذلك لم يظهر أيّ نشاط على حسابه، بعد أن كان يغرّد عدة مرات يوميا.
ورغم كونه أحد أنجح رجال الأعمال في الصين، إلاّ أن صدامات جاك مع النظام تزايدت بسبب تفضيله للسوق والاقتصاد الأكثر انفتاحا.
وكان جاك حتى وقت قريب هو رائد نهج الصين الفريد لتوليد الثروات ضمن إطار شيوعي محكم السيطرة.
وحتى في وقت تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، بادر جاك بالتبرع بـ2000 جهاز تنفس اصطناعي لنيويورك، ما دفع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى شكره.
لكن منذ خطابه المتفجر في شنغهاي في أكتوبر الماضي، بدأت الحكومة بالتضييق عليه، وأجهضت انطلاق شركة المدفوعات “آنت” المملوكة له، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة رد انتقامي على انتقاداته للحكومة.
وفتحت السلطات تحقيقا ضد مجموعة “علي بابا” العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت بشبهة قيامها “بممارسات احتكارية”، ما تسبب في انخفاض حادّ في أسعار أسهمها.
جنى جاك ما قرابة 48 مليار دولار، بعد تأسيس شركة “علي بابا”، والتي تعتبر النسخة الآسيوية من عملاق التجارة الإلكترونية أمازون
وفي هذه الأثناء، اختفى أول رجل أعمال صيني آسيوي يظهر على غلاف مجلة فوربس الأميركية تماما عن الأنظار، وهو تغير مفاجئ وملحوظ بالنظر إلى ظهوره المعتاد ونشاطه العام الضخم.
ولدى بكين تاريخ من الإجراءات القاسية ضد منتقديها، ففي مارس الماضي اختفى رجال الأعمال البارز رين تشي تشيانغ بعد أن وصف الرئيس شي جين بينغ بـ”المهرج” بسبب الطريقة التي تعامل بها مع أزمة فايروس كورونا.
وقال أصدقاء رين إنهم لم يتمكنوا من الاتصال به، وبعد 6 أشهر، حكم عليه بالسجن 18 عاما، بعد أن “اعترف طواعية” بارتكاب جرائم فساد متعددة.
وفي عام 2017 اختطف الملياردير شيان جيان هوا من فندق بهونغ كونغ، ويقال إنه تحت الإقامة الجبرية منذ 3 سنوات، ولم يذكر مكانه رسميا حتى الآن.
العرب