ترقّب وحذر في بغداد قبيل انطلاق تظاهرات الفصائل “الولائية”

ترقّب وحذر في بغداد قبيل انطلاق تظاهرات الفصائل “الولائية”

تسود العاصمة العراقية بغداد، اليوم الأحد، حالة من الترقب والحذر، قبيل خروج التظاهرات الكبيرة التي أعدّت لها مليشيات حليفة لإيران، إحياءً لذكرى مقتل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، وسط انتشار أمني غير مسبوق.

فقد وصلت أعداد كبيرة من أنصار الفصائل الموالية لإيران من المحافظات الأخرى، ليل أمس السبت، إلى بغداد، فيما يتواصل توافد آخرين اليوم الأحد.

وباشرت القوات الأمنية العراقية ليلاً، تنفيذ خطة تأمين التظاهرات، والتي تضمنت توفير الحماية وغلق الطرق الفرعية في الشوارع العامة، فضلاً عن الجهد الاستخباراتي والتقني ونصب الكاميرات.

ووفقاً لشهود عيان تحدثوا لـ”العربي الجديد”، فإن “آلافاً من أتباع الفصائل وصلوا بحافلات تابعة لـ”الحشد الشعبي”، إلى شارع مطار بغداد، ليلاً (موقع مقتل سليماني والمهندس)”، مؤكدين أن “القوات الأمنية على الرغم من تشديدها الإجراءات، إلا أنها تسهل وصول المتظاهرين”.

الأمن العراقي (الأناضول)
تقارير عربية
السلطات العراقية تبرر الاستنفار الأمني ببغداد: لا خطر يواجه العاصمة
من جهته، قال قائد عمليات بغداد، اللواء قيس المحمداوي، في تصريح متلفز، إن “قيادة العمليات، ومن خلال كل القوات التي تعمل بإمرتها، تنفذ الخطط ذات العلاقة بأمن المواطن والأهداف الحيوية، وتأمين العاصمة بغداد ومتابعة الخلايا الإرهابية والخارجين عن القانون ومنفذي الجرائم المنظمة”، مؤكداً “وجود تنسيق كبير ومتواصل بين كل القوات الأمنية، رغم اختلاف الارتباط والاختصاص والمسؤوليات والواجبات”.

وأكد أن “الانتشار الأمني في بغداد جزء من خطط أُعدّت منذ فترة قصيرة، ووفقاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلّحة، ويتم ذلك وفق الأسبقيات والمعطيات والمعلومات الأمنية، ويتم التركيز فيها على مركز العاصمة والأهداف الحيوية، والبعثات الدبلوماسية والأهداف ذات المساس بأمن وخدمة المواطن”، مضيفاً “تتم المناورة والتعزيز لهذه القطعات وهذا الانتشار على ضوء تحديثات المعلومات الاستخبارية وطبيعة التحدي”.

وتابع أن “الانتشار سيستمر مع تطورات المواقف ونهاية المناسبات الوطنية الحالية، ومنها الذكرى الأولى لاستهداف ومقتل قادة الحشد الشعبي والذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي”، مبيناً أنه “ستتم إعادة النظر في مستوى وأماكن الانتشار وتواجد القطعات، مع أهمية استمرار الجهد الاستخباري والمراقبة الفنية وانتشار نقاط المراقبة، وفقاً للمستجدات والمعلومات”.

بجري ذلك في ظل مخاوف من خروج التظاهرات عن السيطرة. وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، إن “توجيهات صارمة صدرت من الجهات العليا بالتعامل مع المتظاهرين”، مبيناً لـ”العربي الجديد”، أن “التوجيهات نصت على التعامل الحذر معهم، وتجنب أي صدام”.

وأكد أن “هناك مخاوف من أن ترافق التظاهرات أعمال عنف وخروقات، ومحاولات لاقتحام المنطقة الخضراء، الأمر الذي دفع القيادات العليا إلى حصر أوامر الرد على المتظاهرين بها، في حال حدوث طارئ، أي أن القيادات هي من يحدّد في حال أي طارئ، التصدي لأعمال الشغب وغيرها”.

وأشار الى أن “تعزيزات كبيرة انتشرت في محيط المنطقة الخضراء ومطار بغداد وأغلب شوارع العاصمة”.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد حذر، أمس السبت، من التصعيد الأمني والعسكري، وقال إنه يمنع منعاً باتاً استعمال السلاح خارج إطار الدولة، ويمنع استهداف أي من البعثات الدبلوماسية أياً كانت.

من جهته، قال القيادي في “الحشد الشعبي” النائب أحمد الأسدي، في تغريدة له، إن “أصوات الأحرار ستصدح برفض كل وجود أجنبي على أرض الرافدين، سوف نُدخل السرور على قلب قادة النصر حينما ترتفع صرخات هيهات منا الذلة”.

وقال أمين عام مليشيا “سيد الشهداء” أبو آلاء الولائي، في تغريدة له، “سوف نبصم جميعاً يومَ في ساحةِ التحرير، على محضرٍ مؤلفٍ من أمرين، الأول أن الشهيدينِ (سليماني والمهندس) قدّما دماءهما من أجلِ إخراج المحتل، والثاني أن هذينِ الشهيدين هما من أتاحَ لنا حريةَ التظاهرِ ورفض ِالعبودية والثورةِ على الفساد.. سنبصم بأرواحنا وأجسادنا هناك”.

وتشارك عدة مليشيات في التظاهرات، أبرزها “كتائب حزب الله”، و”النجباء”، و”البدلاء”، و”العصائب”، و”بدر”، و”سيد الشهداء”، وجماعات أخرى تعرف عادة بالمليشيات الولائية، في إشارة إلى ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني، ولتمييزها عن فصائل مسلحة أخرى ضمن “الحشد الشعبي” مرتبطة بالنجف.

وتشهد العاصمة بغداد، منذ أكثر من 10 أيام، توتراً أمنياً وخلافاً بين الحكومة وفصائل مسلّحة مرتبطة بإيران، متهمة بقصف المنطقة الخضراء، بينما تحاول الحكومة ضبط تلك الفصائل ومنعها من تنفيذ أي هجمات جديدة، ما دفع إلى تكثيف الانتشار الأمني بشكل متزايد وإعلان حالة التأهب في عموم مناطق العاصمة، خصوصاً في محيط المنطقة الخضراء.

أكثم سيف الدين

العربي الجديد