إيران تحذر واشنطن من مغبة التخريب وفرض عقوبات وروسيا تعول على إمكانية إنقاذ الاتفاق النووي

إيران تحذر واشنطن من مغبة التخريب وفرض عقوبات وروسيا تعول على إمكانية إنقاذ الاتفاق النووي


قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن إيران تحتفظ بالحق الكامل في الرد على هجوم نطنز، في حين اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إسرائيل بلعب مقامرة بالغة السوء وتوعد برد حازم.

وأكد ربيعي أن الهجوم على المنشأة لم يأت من خارجها، وأنه تم تحديد هوية الشخص الذي خان بلاده، حسب قوله.
وأشار ربيعي إلى أنه لا يوجد تغيير في موقف طهران بعدم التفاوض المباشر مع واشنطن قبل عودتها للاتفاق النووي، وأضاف أن الهجوم على نطنز “جاء بعد فشل العدو في إيقاف برنامج إيران النووي”.

وحول طبيعة مكان الرد الإيراني المحتمل، قال ربيعي إن مكان الرد سيكون على أرض الجهة التي نفذت الاعتداء.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) فإن ربيعي قال إن رد إيران على حادث نطنز سيتمثل في 3 أمور “أولها إفشال الحظر ورفعه عن إيران، والثاني هو التطوير المستمر لأجهزة الطرد المركزي، والثالث هو الرد الحاسم على المعتدين”.

رد حازم
وقد توعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن إيران سترد ردا حازما على هجوم منشأة نطنز النووية، واتهم إسرائيل بلعب مقامرة بالغة السوء ستعزز موقف طهران في محادثاتها مع القوى الكبرى، لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن قبل 3 أعوام.

مؤتمر صحفي مشترك في طهران لوزير خارجية إيران (يمين) ونظيره الروسي (رويترز)
وأضاف ظريف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في طهران “أطمئنكم بأن أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا ستوضع في منشأة نطنز في القريب العاجل”.

وأكد أن إيران ستخصب اليورانيوم بوتيرة أسرع في المنشأة مما كانت عليه قبل الهجوم، مضيفا “ظن الإسرائيليون أن الهجوم سيضعف يدنا في محادثات فيينا لكنه على العكس سيعزز موقفنا”.

وحذر ظريف من أن “عمليات تخريب” وفرض “عقوبات” لن تدعم موقف الولايات المتحدة في المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.

وأضاف “ليعلم الأميركيون أنه لا العقوبات ولا أعمال التخريب ستزودهم بأدوات للتفاوض، وأن هذه الأعمال من شأنها أن تجعل الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لهم”.ودعا إلى رفع العقوبات المفروضة على بلاده، قائلا إن إيران لا تسعى للحرب مع أي طرف.

وهاجم ظريف موقف الاتحاد الأوروبي، وقال إن الاتحاد ينتهج السياسة الأميركية في التعامل مع إيران.

وفي تصريحات إيرانية أخرى، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن الهجوم على منشأة نطنز لم يأت من خارجها وإنه “تم تحديد هوية الشخص الذي خان بلاده”.

وقال إن ما وصفه بالهجوم الإرهابي والتخريب في نطنز ألحق أضرارا بالمنشأة النووية، وإن إيران تحتفظ بحقها في الرد على منفذي الهجوم على منشأة نطنز ومن يقف خلفهم.

وأكد أنه لا تعديل في موقف بلاده بعدم التفاوض المباشر مع واشنطن قبل عودتها للاتفاق النووي.

تصريحات لافروف
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تدعم محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وترفض أي محاولة لإطالة أمدها أو عرقلتها، حسب تعبيره.

وأكد لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في طهران أن روسيا “تعوّل” على إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في حال عادت الولايات المتحدة إليه، متهما الاتحاد الأوروبي بتعريض المحادثات الجارية للخطر من خلال فرض عقوبات على إيران في مجال حقوق الإنسان.

وقال لافروف خلال زيارة لطهران “نعوّل على إمكانية إنقاذ الاتفاق وعلى أن واشنطن ستعود لتطبق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالكامل”.

وأكد أن تنفيذ خطة العمل المشتركة مع إيران يتطلب التزام واشنطن بالاتفاق النووي وتنفيذ جميع الأطراف التزاماتها أيضا.

وقد وقع الطرفان على مذكرة تفاهم بين البلدين تشمل التعاون في مختلف القطاعات، وتعتبر هذه المذكرة تمديدا لمذكرة التفاهم السابقة بين البلدين.

بدوره، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إنه من غير الممكن إيقاف عمل محطة بوشهر، وإن التعاون مستمر مع إيران في المجال النووي.

وفي وقت سابق، قالت روسيا إن الهجوم الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية الإيرانية لن يؤثر على المباحثات الجارية بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا.

وأضاف ريابكوف أن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني تمضي قدما، ولا داعي للقلق على خلفية الهجوم على منشأة نطنز (وسط إيران)، وهي المخصصة لتخصيب اليورانيوم.

وأوضح المسؤول الروسي في تصريحات صحفية أن مشكلة العقوبات على طهران والقضايا المتعلقة بعودة إيران للوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي قائمة ضمن العمل الجاري، ولا داعي لإضفاء طابع درامي، حسب تعبيره.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية أوردت أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أكدوا دور إسرائيل في حادث منشأة نطنز التي تعرضت لهجوم إلكتروني أول أمس الأحد أعطب توزيع شبكة الكهرباء، في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية محلية أنه تم تحديد هوية الشخص المتسبب في الحادث.

وجدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى عدم تقويض مفاوضات فيينا والجهود الدبلوماسية لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وقال المتحدث باسم الاتحاد بيتر ستانو بشأن هجوم منشأة نطنز “يجب توضيح ملابسات هذا الحادث على الفور وبشكل معمق، المباحثات بشأن الاتفاق النووي مع إيران تمضي على قدم وساق، وتهدف إلى إعادة هذا الاتفاق لمساره الصحيح، ونحن نرفض بشكل قاطع كل محاولات تقويضه”.

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه توجه بطلب من المستشار القضائي للحكومة لفتح تحقيق بشأن التسريبات الإعلامية، وخرق سياسة التعتيم الإسرائيلية المتعلقة باستهداف المنشأة النووية الإيرانية.

ووصف الوزير الإسرائيلي ما سماها “فضيحة التسريبات” بالخطيرة، مضيفا أنها تضر بأمن إسرائيل ومصالحها.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية نقلت أول أمس عن مصادر استخباراتية قولها إن جهاز الأمن الخارجي (الموساد) نفذ هجوما إلكترونيا استهدف منشأة نطنز، وإن الأضرار التي لحقت بالمنشأة كبيرة ومست أجهزة الطرد المركزي.

وأضافت المصادر أن التقديرات تشير إلى أن الضرر سيقوض قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، وأن توقيت العملية لم يكن مصادفة.

وجاء الهجوم على منشأة نطنز النووية في أصفهان بعد يوم واحد فقط من تشغيل أجهزة متطورة جديدة للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى مما يسمح به الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.

وحمّل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الاثنين رسميا إسرائيل مسؤولية العمل التخريبي الذي لحق بمنشأة نطنز، متوعدا تل أبيب بالانتقام على ممارساتها.

وبعث ظريف رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ذكر فيها أن برنامج طهران النووي سيحقق قفزة مهمة بعد الهجوم على منشأة نطنز.

وقال في رسالته إن الاستهداف المتعمد لمنشأة نووية وما قد ينجم عنه من تلوث إشعاعي يعد إرهابا نوويا وجريمة حرب، حسب تعبيره.

شبكة الكهرباء
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم إن تعطل شبكة الكهرباء في منشأة نطنز نجم عن انفجار استهدف إمدادات الكهرباء لآلاف أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، التي تشكل برنامج التخصيب الإيراني الرئيسي.

وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين رفضوا الإفصاح عما إذا كانت الإدارة الأميركية قد أخطرت بالهجوم مسبقا.

كما رفض المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون الإفصاح عما إذا كان توقيت الهجوم قد حُدد ليتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لإسرائيل، في حين أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية -نقلا عن مصدر مطلع- أن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم يتلقوا أي إشعار مسبق بالهجوم.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -في مؤتمر صحفي أمس الاثنين- إن الولايات المتحدة لم تكن ضالعة في الهجوم الذي استهدف المنشأة النووية الإيرانية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه على علم بالتقارير الخاصة بحادث منشأة نطنز الإيرانية ويرفض التعليق عليها.

وأكد بلينكن أن الجهود الدبلوماسية سوف تتواصل مع إيران بشأن الاتفاق النووي.

يشار إلى أن إسرائيل تعارض مساعي إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه واشنطن قبل 3 سنوات إبان ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

المصدر : الجزيرة + وكالات