لماذا ينضم صينيون إلى الحزب الشيوعي الحاكم؟

لماذا ينضم صينيون إلى الحزب الشيوعي الحاكم؟

رغبةً في خدمة بلادهم، وفخراً في الانضمام إلى نخبة أو كطموح، روى صينيون لوكالة الصحافة الفرنسية كيفية انضمامهم إلى الحزب الشيوعي الحاكم الذي يحتفل الأسبوع المقبل بالذكرى المئوية لتأسيسه.

تأسس الحزب في يوليو (تموز) 1921 من قبل نحو 10 مثقفين وطنيين ومناهضين للاستعمار، وتحول إلى آلية سياسية تتولى الحكم من دون منازع وتضم 92 مليون عضو.

كان الحزب يضم سابقاً بشكل خاص موظفين رسميين وعسكريين وفلاحين وعمالاً، لكنه بات اليوم يعد في صفوفه عدداً متزايداً من الشبان المتعلمين أو حتى الفنانين. وفي ما يلي رواية ستة منهم.

التغيير العقائدي

سو تشاودونغ، ولد في عام 1954، بعد خمس سنوات على إعلان جمهورية الصين الشعبية من قبل الشيوعيين. وانضم إلى الحزب الشيوعي في سن 20 عاماً.

يقول في شقته ببكين، “في تلك الفترة، كل الشباب الصينيين كانوا يطمحون للانضمام إلى الحزب. كان بالفعل حلم الحياة”.

وبعد أن فوت قسماً من دراسته خلال الفوضى التي عمت إبان الثورة الثقافية (1966-1976)، وهو شيء يتأسف عليه، قاتل خلال الحرب بين الصين وفيتنام سنة 1979.

وشكلت الإصلاحات الاقتصادية وانفتاح البلاد اعتباراً من عام 1978 بالنسبة إليه ولمواطنيه “تغييراً عقائدياً كبيراً” بعد الحقبة الماوية، كما يقول هذا المتقاعد البالغ من العمر 67 عاماً.

ويضيف، “كأعضاء في الحزب، كان علينا أن نكون رواد هذا التفكير الجديد، وأن نجعل الناس يلتزمون به”، مشيداً في الوقت نفسه بـ”براغماتية” القادة الذين استخدموا اقتصاد السوق لتطوير الصين.

التنوع في الحزب
انضمت يانغ نا، الرسامة البالغة من العمر 38 عاماً، والتي تمثل أعمالها السوريالية شخصيات نسائية ذات شفاه كبيرة وأشكال مثيرة، إلى الحزب عام 2001.

محاطةً بزوجها وطفلها، ترسم في مشغلها المشرق في بكين لوحات تعرضها في الصين والخارج.

وتأمل يانغ من خلال فنها في “جعل الناس يفهمون أن كل الصينيين وكل أعضاء الحزب الشيوعي الصيني ليسوا جميعاً مثل بعضهم”، مشيرةً إلى أن الحزب بات يظهر الآن بعض التنوع في سمات أعضائه.

التيبت

انضم دالونغ التيبتي البالغ من العمر 75 عاماً إلى الحزب الشيوعي الصيني في عام 1974. وعلى مدى ثلاثة عقود، كان أبرز مسؤول في الحزب في قرية بمنطقة حساسة في التيبت جنوب غربي البلاد.

وقال الرجل المتقاعد، “لقد شهدت القسوة من المجتمع السابق (التيبتي) واللطف من المجتمع الجديد”. وهو لا يزال يقيم في نفس القرية، حيث يحب الاهتمام بحديقته وإطعام الخنازير.

تحسن ظروف الحياة

تشين جيان، البالغ من العمر 51 عاماً، هو الرئيس التنفيذي لشركة تملكها الدولة وسكرتير الحزب في شركته. يقول إن مهمته كعضو هي ضمان نمو الشركة وتوفير فرص عمل للصينيين.

ويدعو تشين الأجانب الذين يعتبرون الحزب الشيوعي الصيني ديكتاتورياً، إلى “التخلي عن أحكامهم المسبقة” و”المجيء لرؤية إنجازاته”، لا سيما “ظروف الحياة التي تحسنت بشكل هائل” خلال 40 عاماً.

ويوضح أن “أكواخ الماضي حلت محلها هذه المباني الحديثة الكبرى. لقد استبدلنا صنادل القش أو القماش بأحذية جلدية”.

الخدمة و”تنمية” الصين

انضمت يانغ غوانغ البالغة من العمر 24 عاماً إلى الحزب في عام 2018 وهي تدرس الموارد المالية في بكين، وبعد التخرج ستعود إلى مقاطعة سيشوان بجنوب غربي البلاد للعمل في مصرف.

وتقول هذه الشابة التي تعتبر الأولى في صفها، إنها مستعدة دائماً “لمساعدة الآخرين”، خصوصاً خلال انتشار الوباء، وهو “طموح” غذى رغبتها في الانضمام إلى الحزب “للمشاركة في تنمية” الصين.

مراقبة لإثبات القيادة

المؤرخ تشو جيا، البالغ من العمر 33 عاماً، ينتمي إلى الحزب الشيوعي الصيني منذ عام 2010، وقد عمل لدى معهد أبحاث تابع للحزب، حيث أعد تقارير حلل فيها خصوصاً تاريخ الحزب، وكذلك أخطاءه.

يتحدر من عائلة شيوعية، وكان الانضمام إلى الحزب بالنسبة له “دافعاً” للتواصل “مع الآخرين” و”الحصول على مزيد من الفرص لتحقيق أمور” من أجل بلاده.

ومثل أعضاء الحزب الآخرين، فقد استغرق طلب انضمامه عامين من المراقبة. وقال، “خلال هذه الفترة، يجب أن تثبت من خلال مبادراتك وذهنيتك بأنك شخص يمضي إلى الأمام، وقائد”.

ويضيف تشو، “لا أنكر أن الانضمام يساعد في إيجاد عمل، في حياتك المهنية، لكن هذا الأمر ليس ممكناً في النهاية إلا إذا كنت عضواً كفؤاً على قدر المسؤولية”.

اندبندت عربي