جددت الولايات المتحدة، التزامها بمواصلة دعم العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية خلال اجتماع اللجنة الفنية العسكرية المشتركة في واشنطن، في إطار الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع العراقية بأن “واشنطن وبغداد جددتا التزامهما بالعمل على محاربة الإرهاب كما ناقشا مستقبل العلاقة الأمنية الاستراتيجية بين البلدين”.
ويبحث وفد عراقي في واشنطن برئاسة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الوجود العسكري الأميركي في العراق، قبيل اجتماع لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس جو بايدن الاثنين في البيت الأبيض.
وقال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان إنّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن انضمّ إلى المحادثات لـ”إعادة تأكيد التزامه” مواصلة القتال ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة.
وبعد أن استُهدفت المصالح الأميركيّة في العراق منذ بداية العام بنحو 50 هجوماً بصواريخ أو بطائرات بدون طيّار، شدّد أوستن على “ضرورة أن تكون الولايات المتحدة والتحالف قادرين على مساعدة الجيش العراقي بأمان تامّ”.
وتتطرق المحادثات التي تتواصل الجمعة خصوصاً إلى مهمّة الجنود الأميركيّين المنتشرين على الأراضي العراقيّة، في وقت تسود مخاوف من اندلاع صراع مفتوح في العراق، بين حليفتي بغداد الولايات المتحدة وإيران.
وكان الكاظمي بحث مع موفد البيت الأبيض بريت ماكغورك، الأسبوع الماضي في بغداد، انسحاب “القوّات المقاتلة من العراق”.
إلا أن المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قالت الخميس إنّ الحكومة العراقيّة “راغبة في أن تُواصل الولايات المتحدة والتحالف تدريب جيشها ومساعدته، وتقديم الدعم اللوجستي و تبادل المعلومات”.
ويُفترض أن يؤدّي الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن إلى وضع جدول زمني لانسحاب التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلاميّة.
ولا يزال هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، بينهم 2500 أميركي، لكنّ إتمام عمليّة انسحابهم قد يستغرق سنوات.
وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن “النقطة الأساسية التي سنسمع بها وأعتقد أنها مهمة للغاية هي أن إدارة بايدن ترغب في البقاء بالعراق لأن الحكومة العراقية دعتنا إلى هناك وطلبت منا مواصلة ذلك”.
وأضاف المسؤول “المهمة لم تتغير…ما نتحدث عنه هو كيفية دعم قوات الأمن العراقية في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأشار إلى أن التركيز سينصب على الأمور اللوجستية، وصيانة العتاد، ومساعدة القوات العراقية في تطوير قدراتها في قطاعي المخابرات والمراقبة”.
وفي 7 من أبريل الماضي، أعلنت بغداد الاتفاق مع واشنطن على تحويل مهمة قوات التحالف الدولي من قتالية إلى تدريبية واستشارية. ولاحقا أعلنت بغداد تشكيلها لجنة تضم قادة بوزارة الدفاع تتولى التفاوض مع الجانب الأميركي لوضع الآليات والتوقيتات الزمنية الخاصة بالانسحاب العسكري الأجنبي.
وعقدت الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين البلدين عقدت في يونيو 2020، فيما عقدت الجولة الثانية في أغسطس من العام نفسه.
وفي يناير 2020 صوّت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية بما فيها الأميركية من البلاد، إثر مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ورئيس هيئة أركان الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي.
ولطالما كان ملف إنهاء الوجود الأميركي في العراق محل تجاذبات سياسية واسعة في العراق، حيث يرى مسؤولون أن خروج القوات الأميركية سيفتح المجال أمام إيران وأذرعها لزيادة نفوذها، في وقت تواجه فيه الحكومة العراقية ضغوطا من طهران ووكلائها المطالبين بإخراج القوات الأجنبية من العراق.
صحيفة العرب