تحت عنوان: شبح الغزو الصيني يتزايد في تايوان، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن العديد من وسائل الإعلام التايوانية تخشى من أن بكين ستقلد موقف موسكو، مشيرة إلى أنه كان من بين عناوين الأخبار في TVBS، القناة التليفزيونية الأكثر شعبية في تايوان، السؤال التالي: “هل الوضع في أوكرانيا مرآة لتايوان؟”.
والعنوان يحاكي كلمات السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي، سو تشي، عضو حزب “الكومينتانغ” المعارض. وبحسب قوله، فإن عدم وجود تدخل عسكري للغرب في أوكرانيا سيكون دليلاً على أن الجيش الأمريكي لن يتدخل في تايوان في حالة نشوب صراع. وقد ضاعفت الحكومة التايوانية على الفور جهودها لتثبيط استخدام صيغة “أوكرانيا اليوم، وغدًا تايوان” التي خيمت، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، على وسائل الإعلام والمشهد السياسي في البلاد، تشير الصحيفة الفرنسية.
وتابعت “لوفيغارو” التوضيح أن التايوانيين اعتادوا على التهديدات والترهيب من الصين الشيوعية، لكن التوترات تصاعدت منذ إعادة انتخاب تساي إنغ وينرئيسة لتايوان. ومنذ أكثر من عامين، تضاعف بكين عمليات توغل للطائرات في منطقة الدفاع والتحديد الجوية التايوانية. يشير الرئيس الصيني بانتظام إلى أنه مصمم على “استعادة” تايوان بالقوة “إذا لزم الأمر”. وسط التدريبات العسكرية التي تحاكي الهجمات الإلكترونية وغزو جزيرتهم، يدرك التايوانيون بشكل متزايد أن الوضع الراهن بين تايوان والصين قد يتزعزع يومًا ما.
مع ذلك، فإن “الوضعين الاستراتيجيين لأوكرانيا وتايوان مختلفان حقًا”، كما يقول يو جين كو، مدير معهد أبحاث السياسة الوطنية (INPR)، وهو أول مؤسسة فكرية غير حزبية في البلاد. ويشير الباحث إلى أن الصين وتايوان يفصل بينهما ذراع كبير من البحر، وهو مضيق تايوان، مما يجعل غزو الجيش الصيني أكثر تعقيدًا.
وتضيف الصحيفة نقلا عن يو جين كو قوله إن من الناحية الاستراتيجية، يمكن أن يكون للحرب في أوكرانيا بعض التداعيات على تايوان: “إذا نظرت الصين إلى المجتمع الدولي على أنه ضعيف ومتردد في اتخاذ تدابير مهمة، يمكن للقادة الصينيين تخيل أن هذا هو الوقت المناسب” لمهاجمة تايوان.
وأضاف أنه إذا تحول الصراع إلى صراع إقليمي، فإن جميع دول المنطقة ستخشى أفعال الصين. على أي حال، من تايبيه ومن بكين، يراقب القادة تطور الصراع. ولتبرير طموحاته في تايوان، يرتكز الرئيس الصيني على الحجج التاريخية، تمامًا كما كان الحال بالنسبة لأوكرانيا وروسيا، حول الأراضي الصينية.
فهناك أوجه تشابه في أذهان القوميين في كل بلد -تقول “لوفيغارو”- إذ يسير الصينيون على خطى إمبراطورية تشينغ (باستثناء منغوليا)، بينما يسير الروس على خطى الإمبراطورية القيصرية، يؤكد هوغو تيرني، طالب الدكتوراه المتخصص في القضايا الأمنية في مضيق تايوان، قائلاً إن “بوتين وشي يريدان كتابة اسميهما في التاريخ ويأملان في استعادة بريق بلدهما”.
القدس العربي