يُعتقد أن مسائل مثل ممر آمن لنقل صادرات الحبوب الأوكرانية، وتأمين الطرق البحرية عبر البحر الأسود ستكون على رأس قائمة أعمال لقاء وزيري الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، المزمع عقدها هذا الأسبوع، بحسب تحليل نشره مركز Atlantic council.
وقال التحليل المركز إن الاقتراح التركي بتوفير ممر آمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود سيتطلب مرافقة بحرية، وإزالة الألغام، وعمليات تفتيش لضمان عدم نقل سفن الحبوب للأسلحة، وهي مهام حساسة تتطلب دورا تركيا بسبب جغرافية البلاد.
وتحذر الأمم المتحدة وخبراء اقتصاديون من أن استمرار عرقلة صادرات الحبوب الأوكرانية يمكن أن يؤدي إلى مجاعة وعدم استقرار في أفريقيا والحرمان في أماكن أخرى.
وفي الوقت نفسه، تتهم أوكرانيا روسيا بنهب حبوبها.
ويضيف الموقع أن هناك ملفات أخرى سيبحثها الروس والأتراك، مثل نية أنقرة المعلنة لتنفيذ عملية جديدة ضد القوات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا.
وأشار لافروف مؤخرا إلى تفهمه للمخاوف الأمنية التركية على طول الحدود السورية، وعزاها إلى المجاميع “الانفصالية الكردية” التي تدعمها الولايات المتحدة – والتي فسرها المحللون في أنقرة على أنها موافقة ضمنية على عملية تركية محدودة في سوريا.
ووصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نطاق العملية بأنها تركز على قوات وحدات حماية الشعب المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني، والتي تسيطر على بلدتين مهمتين عسكريا غرب الفرات، تل رفعت ومنبج.
وقال الموقع إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، حذرا نظراءهما الأتراك من أي عمل عسكري من هذا القبيل، لكن أردوغان ووزير دفاعه، خلوصي أكار، تعهدا علنا بالعملية.
وبما أن روسيا وإيران منخرطتان في منافسة طويلة الأجل على التفوق العسكري والتجاري في سوريا ما بعد الحرب، يعتقد محللون أتراك أن موسكو تفضل وجود قوات أنقرة في شمال سوريا بدلا من الجنود الإيرانيين، الذين يقال إنهم في بعض الحالات كانوا البديل للقوات الروسية في ذلك البلد أثناء نقل تلك القوات إلى أوكرانيا، وفق تحليل المركز.
ويرى الروس أن تركيا منفتحة على التفاهم مع نظام الأسد – حليف موسكو – في المستقبل، طالما أن أنقرة تحتفظ بالقدرة على ضرب قوات حزب العمال الكردستاني بموجب اتفاقية أضنة لعام 1998.
ويقول التحليل إن تحرك تركيا الآن لتعزيز “منطقتها الآمنة” العميقة التي يبلغ عمقها 19 ميلا على طول الحدود السورية من شأنه أن يعزز موقف أردوغان التفاوضي لاتفاقات السلام النهائية لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
كما أنه سيمنحه نفوذا لحماية حلفائه السوريين، وخلق منطقة مستقرة لعودة اللاجئين، ومنع الأسد أو حزب العمال الكردستاني من الوصول إلى مناطق تسمح بتجدد الهجمات على تركيا عندما تغادر الولايات المتحدة في نهاية المطاف.
ويؤكد أنه من وجهة نظر تركيا، فإن مشاكل موسكو العسكرية في أوكرانيا، قلصت إلى حد كبير من قدرة روسيا على إحباط العمليات التركية في سوريا. كما أن واشنطن لديها الكثير من المشاغل التي تمنعها من ردع أو معاقبة العمل التركي المحتمل بشكل فعال.
كما أن العامل الثالث الذي يعزز من قدرة تركيا على القيام بعمل عسكري هو زيادة النفوذ التركي المتعلق بالحرب في أوكرانيا، بسبب دعمها الفعال لكييف، ودورها كوسيط، ونفوذها على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.
وعلى الرغم من بعض الدعوات لتعليق أو طرد تركيا من حلف شمال الأطلسي، لا توجد آلية للقيام بذلك، وستكون النتيجة إضعاف الحلف بشدة.
ولم تردع العقوبات الاقتصادية العمليات التركية السابقة مثل (نبع السلام)، وحظر الأسلحة قائم بالفعل إلى حد ما، ولا يوجد خيار عسكري أميركي لوقف عملية تركية، وفق التحليل، الذي يشير إلى أن موافقة مشروطة للولايات المتحدة هي الاحتمال الأخير، لكن هذا سيكون سابقة، على الرغم من أن هذا الخيار له فوائد.
الحرة