كشف قيادي في «تحالف الفتح» العراقي، أمس (الاثنين)، عن «مناخ غاضب» داخل «الإطار التنسيقي» بشأن تطور لافت في العلاقة بين حكومة محمد شياع السوداني والبيت الأبيض، مشيراً إلى أن «الانقسام الشيعي بشأن رئيس الوزراء في تزايد وقد يفتح الباب لتفكك (الإطار)».
وتلقى السوداني، السبت الماضي، اتصالاً هاتفياً من منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك. ووفقاً لبيان حكومي، فإن رئيس الوزراء شدد على أن «العراق دولة موحدة ومستقلة وذات سيادة، وأولوية حكومته تتمثل بالحفاظ على علاقات متوازنة، وبناء شراكات اقتصادية مع العالم».
ومن المفترض أن يسافر وزير الخارجية فؤاد حسين، إلى واشنطن، على رأس وفد حكومي، لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين بموجب اتفاق «الإطار الاستراتيجي» بين البلدين. وقال السوداني عبر «فيسبوك»، السبت، «نقل لنا هاتفياً منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد بريت ماكغورك، تأكيد استمرار دعم الولايات المتحدة لاستقرار العراق وأمنه وسيادته، ورغبة الرئيس (جو) بايدن في تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية». وأضاف: «شددنا على أن العراق دولة موحدة ومستقلة وذات سيادة، وأولوية حكومته تتمثل بالحفاظ على علاقات متوازنة، وبناء شراكات اقتصادية عبر المنطقة والعالم. الاتصال شهد اتفاقاً على أهمية مواصلة الجهود المشتركة لضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)، ودعم دور العراق الإقليمي في مد الجسور بين دول المنطقة». وختم السوداني: «أكدنا العزم على إرسال وفد برئاسة السيد وزير الخارجية إلى واشنطن لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وسيشمل ذلك مناقشة استثمار الطاقة في العراق ومكافحة آثار التغير المناخي».
ويثير التقارب مع الولايات المتحدة الأميركية حفيظة الأحزاب الشيعية، لا سيما الفصائل المسلحة. ولطالما كان ملف «الاتفاق الاستراتيجي» محور جدل مع حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.
وتوقعت مصادر عراقية أن الخلافات ستعصف داخل «الإطار التنسيقي»، وستصل قريباً إلى ذروتها، وأن قادة الأحزاب الشيعية لن يتمكنوا من إبقاء التحالف موحداً، فيما أشارت إلى أن علاقتهم مع السوداني، أحد محاور النزاع، وقد ينتهي ذلك بانشقاق نواب شيعة لتشكيل كتلة نيابية جديدة.
وقال القيادي في «الفتح»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادات أحزاب في «الإطار» بدأت تتحدث عن «مشروع دولي للإطاحة بالحكومة»، وتتداول فرضيات عن «إعادة أجواء الاحتجاج في البلاد، بهدف إفشالها».
ووفقاً لتسريبات من اجتماعات «الإطار التنسيقي»، فإن عدداً من أحزابه «عرضت مزاعم عن وجود تحركات سرية تمولها أطراف خارجية، لإسقاط الحكومة».
وفي سياق هذه المخاوف، سمعت بيئة رئيس الوزراء «انتقادات صريحة لتقاربه مع المسؤولين الأميركيين، تضمنت طلبات تفسير عن غزارة لقاءاته بهم، ومع السفيرة الأميركية (آلينا رومانوسكي) على وجه الخصوص».
وقال القيادي في «الفتح»، إن «الإطار التنسيقي يواجه انقسامات مركبة، ما بين الخلافات بين قادته، والقلق المتزايد من أي قوة ونفوذ يحصل عليه السوداني»، مشيراً إلى أن «أكبر منتقديه يريد منه الالتزام بما يقرره (الإطار)».
من جانبه، أكد عضو «ائتلاف النصر»، عقيل الرديني، أن «الإطار التنسيقي متماسك وموحد، حتى مع وجود اختلاف في وجهات نظر أحزابه في القضايا الاستراتيجية».
وكان السوداني استقبل، الأربعاء، قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، والوفد المرافق له، إضافة إلى رومانوسكي. وقال عبر «فيسبوك»، «تباحثنا في أوجه التعاون والتنسيق العسكري بين العراق والولايات المتحدة، وأكدنا أهمية استمرار العمل المشترك، خصوصاً في مجال تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية، التي تخوض المواجهة تجاه الإرهاب بفاعلية ومهنية». وأضاف: «أوضحنا أن القوات العراقية مصممة على مواصلة العمل من أجل تثبيت الاستقرار، والحفاظ على النجاحات المتحققة في الحرب على الإرهاب».
الشرق الاوسط