تصفية فاغنر في أفريقيا تبدأ من ليبيا

تصفية فاغنر في أفريقيا تبدأ من ليبيا

طرابلس- يتصاعد الحديث بشأن استعداد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لتشكيل قوة عسكرية تهدف إلى طرد مجموعة فاغنر الروسية المتمركزة في وسط وجنوب ليبيا.

ويلفت محللون إلى أن العملية العسكرية ضد فاغنر إن تمت فستكون مقدمة لعملية أشمل لتصفية المجموعة العسكرية الروسية من أفريقيا.

ويقول المحللون إن تصنيف واشنطن مجموعة فاغنر في 20 يناير منظمة إجرامية عابرة للحدود يؤكد أن الحملة الأميركية المناهضة لمجموعة المرتزقة الروسية جادة ومتنامية.

وبحسب تقارير إعلامية غربية يتواجد مرتزقة فاغنر في أكثر من عشر دول أفريقية، منها السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا وزيمبابوي وأنغولا ومدغشقر وغينيا وغينيا بيساو وموزمبيق ومالي، وربما جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بيانا يبدو أنه رسالة عسكرية صادرة عن غرفة عمليات الكرامة التابعة للقيادة العامة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، تحذر من تحركات لأعضاء في السفارة البريطانية وصفها بـ”المشبوهة” و”المثيرة للشكوك” في طرابلس والمنطقة الغربية.

وقال البيان إن هذه التحركات تهدف إلى “تجميع الميليشيات في المنطقة الغربية في قيادة واحدة تحت مسمى المجلس العسكري لثوار 17 فبراير”.

وبحسب البيان فإن الهدف من هذه التحركات البريطانية هو “الهجوم على القوات المسلحة وعلى قوة البرق (الأصدقاء) في الجنوب وفي بعض الحقول النفطية”، في حين يبدو أن المقصود بالإشارة إلى قوة البرق والأصدقاء هو مجموعة فاغنر.

ولا تعترف السلطات شرق ليبيا -بشكل واضح- بالاعتماد على مجموعة فاغنر، التي أكدت تقارير أميركية خلال حرب طرابلس وجودها وقتالها في صفوف الجيش.

وبعد هزيمة حفتر في طرابلس انسحبت قوات فاغنر إلى قواعد عسكرية وحقول نفطية في سرت والجفرة وبراك الشاطئ.

ويأتي اللقاء الذي جرى بين عسكريين تابعين لحكومة عبدالحميد الدبيبة والملحق العسكري بالسفارة الأوكرانية في ليبيا ليزيد التكهنات بشأن تحرك عسكري مرتقب ضد فاغنر، ما قد يحول ليبيا إلى منطقة تصفية حسابات بين روسيا من جهة وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي من جهة أخرى.

وقالت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية إنه من الممكن صيانة وإصلاح بعض المعدات التي تخدم حرس السواحل الليبي وحماية الحدود البحرية والجوية في أوكرانيا، وذلك عقب استقبال الملحق العسكري الأوكراني العقيد أندري بايوك لدى ليبيا في مقر الوزارة.

واستقبل مدير مكتب وزير الدفاع العميد جبريل اشتيوي في مقر الوزارة العقيد أندري بايوك لدى ليبيا بحضور مدير مكتب التعاون الدولي في الوزارة، وعدد من الضباط المختصين، حسب ما ذكرته الوزارة في بيان عبر صفحتها بموقع فيسبوك.

ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة وأوروبا أدركتا أخيرا أن العملية السياسية عن طريق اللجنة العسكرية 5+5 من المستحيل أن تقود إلى إخراج المرتزقة من البلاد، لذلك من الضروري الاستفادة من انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية وإخراج فاغنر من ليبيا أولا ثم أفريقيا.

وزار مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز في 13 يناير كلا من الدبيبة في طرابلس وحفتر في بنغازي.

وقال المحلل السياسي والكاتب في موقع عرب دايجست طارق المجريسي “يبدو أن هذه الرحلة النادرة كانت تركز على ما سُمّي ‘مثلث فاغنر’ للقواعد العسكرية في قاعدة القرضابية وسرت والجفرة في وسط ليبيا وبراك الشاطئ في جنوب ليبيا، فضلا عن الحاجة إلى تأمين النفط بشكل موثوق”.

وبحسب المجريسي فإن الغرب لم يكن يهتم كثيرا بمسألة سيطرة روسيا على حقول النفط في ليبيا حيث يمثل النفط الواقع تحت سيطرة حفتر أقل من 1 في المئة من الإمدادات العالمية، مما يعني أن أوروبا أمكن لها أن تغض الطرف.

◙ اللقاء بين عسكريين تابعين لحكومة الدبيبة والملحق العسكري بسفارة أوكرانيا يزيد التكهنات بشأن تحرك مرتقب ضد فاغنر

وتابع ” لكن حرب روسيا على أوكرانيا غيرت كل الموازين؛ فالعالم الغربي لم يدرك فقط في آخر المطاف أن فلاديمير بوتين ليس مجرد ظاهرة درامية عندما صور نفسه على أنه عدو وجودي للغرب، وإنما فهِم أيضا أن عليه تأمين بدائل للطاقة الروسية بسرعة”.

وزعمت تقارير أن بيرنز طالب حفتر بالانفصال عن فاغنر، وهو ما رفضه بحجة أن ذلك سيقود تركيا إلى مهاجمته.

وفي حين يتوقع مراقبون أن يكون هدف الولايات المتحدة من لقاء حفتر هو تحييد قواته يرى المجريسي أن الحل الأميركي يتمثل في تشكيل قوة ليبية مشتركة لاستعادة قاعدة القرضابية الجوية، ثم مواقع فاغنر الأخرى في ليبيا تدريجيا.

وبحسب المجريسي فإن بلوغ هذا الهدف يعد أمرا مشكوكا فيه نظرا لاعتماد قوات حفتر كلّيا على فاغنر.

ويبدو أن الولايات المتحدة ستكرر النموذج الذي تم تشكيله لاستعادة سرت من داعش بتحالف واسع بدعم غربي ربما لن ينضم إليه حفتر.

وحذر المجريسي من أن “الحرب الجديدة التي يمكن أن يطلقها تحمّس الولايات المتحدة لمحو الوجود الروسي، قد تكون أكثر صعوبة مما يتوقع الأميركيون كما هو الحال دائما”.

العرب