وصل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الخميس إلى العراق في زيارة غير معلنة، حيث التقى المسؤول الإيراني مع عدد من القيادات السياسية ومسؤولين في الفصائل المسلحة.والتقى القياديين في الحشد الشعبي أبو فدك المحمداوي وأبو زينب اللامي، وزار برفقتهما عدداً من الأضرحة، من بينها قبر أبو مهدي المهندس ، الذي قتل في غارة أميركية مطلع عام 2020 مع قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني.
وهذه الزيارة الثانية من نوعها لقاآني إلى بغداد خلال العام الجاري، والثالثة له منذ تشكيل حكومة محمد السوداني في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وتأتي زيارة قاآني بعد أقل من أسبوعين على زيارة أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني شمخاني إلى بغداد على رأس وفد حكومي إيراني بحث فيها جملة من الملفات المشتركة بين البلدين، وتمخض عنها توقيع محضر تعاون وتنسيق أمني بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة في خضم الجدل الذي أثاره تعديل قانون الانتخابات وهو ما يشكّل عودة إلى القانون الذي كان معتمدا قبل تظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019، في خطوة قوبلت بانتقادات من الأحزاب المستقلة والصغيرة التي ترى أنه يخدم مصالح الأحزاب والكتل الكبيرة خاصة تحالف الإطار التنسيقي الذي أيّد القانون بقوة.
كما إنها تأتي في سياق تصعيد إسرائيلي ـ إيراني ساحته سوريا، الثابت أن هناك حربا تجرى بين ايران واسرائيل على الأرض السورية، والحقيقة أن هناك الكثير من النار التى تنتظر الانفجار. وسائل الطائرات المسيرة ـ الانتحارية أو المتعددة الضربات ـ تعطى الفرصة لضربات لإثبات الوجود أو أحيانا لدعم التأييد الداخلى ولكن يقال إن الحرائق الكبرى تشتعل من مستصغر الشرر أو فى هذه الحالة الضربات المحدودة.
فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» الرسمية عن بيان لـ«الحرس الثوري»، تأكيده مقتل الضابط ميلاد حيدري، الذي قُدّم بوصفه أحد «المستشارين العسكريين للحرس الثوري في سوريا»، في غارة إسرائيلية على ريف دمشق فجر الجمعة. وشدد البيان على أن إسرائيل «ستلقى الرد بلا شك على هذه الجريمة».
وتأتي أيضا في سياق تصادمت الولايات المتحدة وإيران عسكريا في منطقة الشمال الشرقي في سوريا. حتى الان تبدو الحرب محدودة، ونوع من الضربات والضربات المضادة، وليس معلوما ما إذا كان ذلك اختبارا للقوة أو أنه سوف يكون فاتحة حرب اخرى فكم من الحروب فى التاريخ نشبت بعد استفزاز. واشنطن تعيد التأكيد على أنها لا تريد حربا أخرى فى الشرق الأوسط فكفاها ما كان من حروب، طهران تدين الضربات الامريكية، ولكنها لا تزال مستمرة فى المفاوضات مع واشنطن فيما يخص الإفراج عن أمريكيين معتقلين فى إيران.
ويرى المتابعون للشأن العراقي إن زيارة قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآاني إلى العراق تندرج في سياق وضع القوى الولائية في إطار التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، لاسيما بعد الاتفاق السعودي – الإيراني.
وكما يرى المتابعون أن الزيارة تهدف بالأساس إلى طمأنة الميليشيات المسلحة بشأن عدم وجود تغيير في النهج القائم للحرس الثوري، وأن دعم إيران لها سيبقى على حاله، كما هو الشأن بالنسبة إلى الخطط المرسومة.
وحدة الدراسات الايرانية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية