الدعم السريع تتهم طيرانا أجنبيا بقصف مواقعها في بورتسودان

الدعم السريع تتهم طيرانا أجنبيا بقصف مواقعها في بورتسودان

الخرطوم – قالت قوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو “حميدتي” اليوم الأحد إنها تعرضت لهجوم بطيران أجنبي في بورتسودان شمال شرق السودان، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين القوات شبه العسكرية والجيش لليوم الثاني، فيما اتسعت رقعة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مخلفة ما لا يقل عن 56 قتيلاً، وإصابة المئات.

وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، سمع شهود أصوات مدفعية ثقيلة في الخرطوم وأم درمان وبحري القريبة، وكان هناك أيضا إطلاق نار في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، التي لم ترد تقارير سابقة عن اندلاع قتال فيها.

وقالت قوات الدعم في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك “تتعرض قوات الدعم السريع في بورتسودان الى هجوم من طيران أجنبي نحذر من التدخل الأجنبي ونهيب الرأي العام الاقليمي والدولي إلى وقف هذا العدوان والمسلك”.

وأعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، أنها أسقطت طائرة عسكرية من طراز سوخوي وسيطرت على برج القوات البحرية بالقيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته على حسابها في “فيسبوك”، إن عناصرها تمكنوا من السيطرة على برج القوات البحرية بالقيادة العامة للقوات المسلحة.

كما نفت قوات الدعم السريع ما يشاع حول اثنين من قياييها بشمال وغرب دارفور، وأكدت في بيان أنهما في أتم الصحة والجاهزية ويشرفان بنفسيهما على معركة العزة والكرامة بالفاشر والجنينة.

ولفتت إلى أن موقعها الالكتروني وصفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي هي المصادر الوحيدة لاستقاء الأخبار.

وفيما سُمع صوت أذان الفجر، صباح اليوم الأحد، بالعاصمة السودانية الخرطوم، دوت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة، أعلنت قوات الدعم السريع تُسقط طائرة مُسيرة في قاعدة قري العسكرية.

ويأتي ذلك وسط إعلان عطلة رسمية، اليوم الأحد، في الخرطوم بعد تدهور الأوضاع الأمنية، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها اتفقت مع الإمارات والسعودية على ضرورة إنهاء أعمال القتال في السودان.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء السبت إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات بشأن الاشتباكات في السودان.

وقال بلينكن في بيان إنهم اتفقوا على ضرورة إنهاء أطراف الاشتباكات الأعمال القتالية على الفور دون أي شروط مسبقة.

وأسفرت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان عن مقتل 56 مدنيا على الأقل و”عشرات” العسكريين، وجرح نحو 600 شخص آخرين، كما ذكرت نقابة الأطباء الأحد.

وهزت اشتباكات السبت النوافذ والمباني في مناطق عديدة في العاصمة الخرطوم، وعن دوي انفجارات في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، المنظمة المستقلة والمؤيدة للديموقراطية، إن “إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56”. وتحدثت أيضا عن “عشرات الوفيات بين العسكريين” لا تشملهم هذه الحصيلة.

وأشارت إلى أن العدد الإجمالي للجرحى بلغ 595 “من بينها إصابات لعسكريين، منهم عشرات من الحالات الحرجة”.

وأوضحت أن هذه الحصيلة تتضمن “إجمالي عدد القتلى والمصابين الذين تم حصرهم من المستشفيات والمرافق الصحية”، مشيرة إلى “إصابات ووفيات بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية بسبب صعوبة الحركة”.

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن “مقتل 27 شخصا” بينهم اثنان في مطار الخرطوم وجرح 170 آخرين.

وذكرت قوات الدعم السريع – تضم آلاف المقاتلين السابقين في حرب دارفور الذي تحولوا إلى قوة رديفة للجيش – أنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم وبنى تحتية أساسية أخرى.

وينفي الجيش سيطرته على المطار لكنه اعترف بأن قوات الدعم السريع أحرقت “طائرة مدنية بينها واحدة تابعة للخطوط الجوية السعودية”.

وفي بيان نشره في وقت متأخر من مساء السبت، طلب الجيش من السكان البقاء في منازلهم بينما كان يواصل غاراته الجوية على قواعد القوات شبه العسكرية.

وطوال نهار السبت، تضاعفت الدعوات إلى وقف القتال، من الأمم المتحدة إلى واشنطن وموسكو وباريس وروما والرياض والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وحتى رئيس الوزراء السوداني المدني السابق عبدالله حمدوك. لكنها لم تُجدِ.

وأعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ الأحد بشأن السودان بطلب من القاهرة – حيث يقع مقرها – والرياض وهما حليفان رئيسيان للجيش السوداني الذي يتصدى للقوات شبه العسكرية التي تريد إزاحته من السلطة.

وطلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “وقفا فوريا للعنف”، في اتصالات أجراها مع الطرفين المتحاربين قائد الجيش البرهان وقائد القوات شبه العسكرية “حميدتي”، وكذلك مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى “استئناف المفاوضات”. وكتب في تغريدة على تويتر الأحد “الاشتباكات بين (الجيش السوداني) وقوات الدعم السريع تهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين”.

وتؤكد قوات الدعم السريع تصميمها على مواصلة القتال. وقال “حميدتي” قائدها في تصريحات إعلامية، مهددا “لن نتوقف إلا بعد السيطرة على كل مواقع الجيش”، مؤكدا “لا أستطيع أن أحدد متى ينتهي القتال فالحرب كر وفر”.

ولم يظهر الفريق أول البرهان منذ الصباح، لكن قائد قوات الدعم السريع أكد أنه ليس لديهم أي اتصالات مع “البرهان مشيرا إلى أن “البرهان محاصر عليه الاستسلام فقط”.

وفي الجانبين، لا مزيد من المفاوضات الهادئة برعاية دبلوماسيين أو مناقشات أخرى. فقد استخدم الجيش طائراته لضرب و “تدمير” قواعد قوات الدعم السريع في الخرطوم، كما يقول.

وردا على الدعوات إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، أكدت رئاسة أركان الجيش في منشور على فيسبوك أنه “لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة”.

من جهتها، دعت قوات الدعم السريع السودانيين بما في ذلك العسكريين منهم، إلى “الانضمام إليها”.

وما زال السكان يلازمون منازلهم. وأكد بكري (24 عاما) لفرانس برس إنه “لم ير شيئا كهذا من قبل” في الخرطوم. وقال موظف التسويق الذي اكتفى بذكر اسمه الأول فقط إن “الناس يشعرون بالرعب كانوا يركضون إلى منازلهم. أقفرت الشوارع بسرعة كبيرة”.

وذكر شهود عيان أن الجانبين مازالا يتواجهان من أجل السيطرة على مقر وسائل الإعلام الحكومية.

وخلال انقلاب أكتوبر 2021، تضافرت جهود حميدتي والبرهان لطرد المدنيين من السلطة. لكن حميدتي لم يكف عن إدانة الانقلاب.

وحتى في الآونة الأخيرة، وقف إلى جانب المدنيين أي ضد الجيش في المفاوضات السياسية، فيما ظل البرهان يناور ويراوغ للتنصل من عملية تسليم السلطة للقوى المدنية وفقا للاتفاق الإطاري.

العرب