موافقة تركيا على انضمام السويد للناتو.. رسالة قوية إلى روسيا

موافقة تركيا على انضمام السويد للناتو.. رسالة قوية إلى روسيا

تحت عنوان: “موافقة تركيا على انضمام السويد للناتو.. رسالة قوية إلى روسيا”، ذكّرت صحيفة “ليبراسيون” أنه بعد أسبوع مكثف من المكالمات الهاتفية والاجتماعات مع مختلف الأطراف المعنية، وبعد أن ماطل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأكثر من عام، أعلن أخيرًا مساء يوم الاثنين المنصرم أنه سيحيل بروتوكول انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى البرلمان التركي.. أو بعبارة أخرى، أنه لم يعد يمنع دخول الدولة الاسكندنافية إلى منظمة الدفاع الجماعي.

لا نعرف حتى الآن ما هو المقابل الذي حصل عليه الرئيس التركي في اللحظة الأخيرة – تركيا على وجه الخصوص تريد تسليم طائرات مقاتلة من طراز F-16، والتي تؤيدها الحكومة الأمريكية ولكنها تواجه معارضة من أعضاء منتخبين في الكونغرس. وحذت المجر صباح أمس الثلاثاء حذو أنقرة، حيث أكد وزير خارجيتها أن “استكمال عملية التصديق على عضوية السويد ليس الآن سوى مسألة فنية”.

“ليبراسيون” اعتبرت أن انضمام السويد، التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة والتي تملك صناعة دفاعية نابضة بالحياة وجيشاً محترفاً قوامه 50 ألفًا وأعادت التجنيد العسكري في عام 2017، إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) من شأنه يؤدي فعليًا إلى تحويل بحر البلطيق إلى بحيرة تابعة للحلف، مما سيعقد المناورات البحرية الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح رئيس الوزراء السويدي المحافظ، أولف كريسترسون، من العاصمة الليتوانية فيلنيوس، بأنه “سعيد جدًا” بقرار الرئيس التركي إحالة بروتوكول انضمام ستوكهولم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى البرلمان التركي. وأكد أن بلاده ملتزمة فقط باتفاقية ثنائية تنص على الدعم “النشط” للسويد لاستئناف المفاوضات بهدف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، والمساهمة في تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة وتحرير التأشيرات السويدية.

 أنقرة تزرع الغموض

كما أشارت “ليبراسيون” إلى أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا في فبراير/شباط عام 2022 أنهى عقودًا من عدم الانحياز من قبل السويد وفنلندا، اللتين قررتا في نفس اليوم التقدم للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي من أجل حماية نفسيهما من هجوم محتمل من جيرانهما.

اتخذ الحلف الأطلسي قراراته بالإجماع، وقد صادقت الدول الثلاثين الأعضاء فيه، بما في ذلك تركيا والمجر، على دعوتهما الرسمية وفتح عملية العضوية، والتي تتطلب التزامات مالية (%2 من الناتج المحلي الإجمالي)، ومعدات (قواعد ومركبات ومعلومات، إلخ)، وأفرادا (القوات، القيادة، إلخ) في نظام الدفاع الجماعي، وفي بعض الأحيان إصلاحات سياسية. وقد اضطرت فنلندا إلى انتظار بودابست وأنقرة لتقررا التصديق على عضويتها للانضمام رسميًا إلى الناتو في 4 أبريل/نيسان الماضي. بينما بقيت عضوية فنلندا معلقة.

رأت ”ليبراسيون” أن أنقرة تَزرع الغموض من خلال شراء أسلحة روسية مع تسليمها في الوقت ذاته طائرات بدون طيار إلى أوكرانيا؛ بل إنها (تركيا) أعلنت الأسبوع الماضي خلال أول زيارة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إسطنبول أنه من المتوقع أن يزورها أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هناك في شهر أغسطس/آب المقبل.

كما احتجت السلطات التركية على حرق المصحف على الأراضي السويدية، وطالبت بتسليم العشرات من الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين. وكانت ستوكهولم قد ردّت على تردد أنقرة حيال انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي باعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب وإصلاح دستورها، وذلك عقب الاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي في قمة مدريد.

دخول الاتحاد الأوروبي في الميزان

ومضت “ليبراسيون” قائلة إنه وسط دهشة الجميع، وضع الرئيس التركي، ظهر يوم الإثنين الماضي، في الميزان، إعادة فتح المفاوضات من أجل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي والمتوقفة منذ سنوات.

واعتبرت “ليبراسيون” أن التطور الدراماتيكي الذي حصل مساء الاثنين الماضي بعثَ برسالة سياسية قوية إلى العالم، وإلى روسيا بشكل خاص بعد خمسمائة يوم من الحرب في أوكرانيا؛ مفادُها أن الدول 31 – ستصبح قريباً 32 – الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) متّحدة على الرغم من الاعتبارات الوطنية، وتركيا اختارت، من جانبها، مرة أخرى معسكرها.

الأمين العام لحلف الناتو النرويجي ينس ستولتنبرغ، صرح قائلا: “انضمام السويد إلى الناتو سيشكل خطوة تاريخية تفيد أمن جميع الحلفاء الأعضاء في الحلف في هذا الوقت الحرج. وسيجعلنا جميعًا أقوى وأكثر أمانًا”.

تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن عملية العضوية لا يمكن أن تكتمل حتى يصوت البرلمانان الهنغاري والتركي، فإن السويد ستشارك في مجلس شمال الأطلسي في اليومين المقبلين.

القدس العربي