ردع إسرائيلي لإيران أم «ضربة خيالية»؟

ردع إسرائيلي لإيران أم «ضربة خيالية»؟

This handout picture courtesy of the Israeli Prime Minister’s Office taken on April 14, 2024 shows Israel’s Prime Minister Benjamin Netanyahu (C) during a War Cabinet meeting at the Kirya in Tel Aviv. – Iran’s Revolutionary Guards confirmed early April 14, 2024 that a drone and missile attack was under way against Israel in retaliation for a deadly April 1 drone strike on its Damascus consulate. (Photo by Israeli Prime Minister Office / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE – MANDATORY CREDIT “AFP PHOTO / ISRAELI PRIME MINISTER’S OFFICE – NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS – DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS – RESTRICTED TO EDITORIAL USE – MANDATORY CREDIT “AFP PHOTO / Israeli Prime Minister’s Office – NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS – DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS /

نسب مسؤولون أمريكيون ووسائل إعلام إسرائيلية الانفجارات التي وقعت فجر الجمعة في وسط إيران إلى إسرائيل، وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» مهاجمة 9 أهداف في قاعدة جوية تابعة لـ«الحرس الثوري» قريبة من موقع نووي في مدينة أصفهان من خلال طائرات عسكرية أطلقت صواريخ بعيدة المدى، وعلّق مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة على الواقعة بالقول: «العين بالعين والسن بالسن. إسرائيل ردت بضرب المكان الذي هاجمها».
أشارت أنباء واردة من إيران أن الهجوم أصاب مبنى تجري فيه أبحاث الطائرات المسيرة وقُتل فيه مهندس وأصيب آخر، لكن اللافت كان نفي «المجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني حصول هجوم على إيران «من خارج حدودها» وأضاف التلفزيون الرسمي الإيراني على النقطة الآنفة قوله إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرات مسيرة صغيرة أطلقها «متسللون من داخل إيران».
أثار تعليق إيتمار بن غفير، وزير «الأمن القومي الإسرائيلي» سيئ الصيت، على الهجوم، الجدل ضمن الأوساط الإسرائيلية حيث وصف ما تعرضت له إيران الجمعة بكلمة واحدة ترجمتها وكالة الصحافة الفرنسية بـ«مهزلة».
في المقابل، دفع الحجم المحدود للعملية وسائل الإعلام الإيرانية إلى استخدام تعبير «ضربة خيالية» وإذا أضفنا تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول أن الهجوم كان من الداخل، فهذا يعني أن الحدث اعتُبر ردا أمنيا أكثر منه عسكريا، كما كان حال عمليات سابقة للمخابرات الإسرائيلية (الموساد) فمعلوم أن إسرائيل كانت وراء هجوم سابق على منشأة صناعية عسكرية في أصفهان نهاية كانون الثاني/يناير 2023، كما يُعتقد بوقوفها وراء ضربة على مجمع بارشين العسكري بالقرب من طهران في أيار/مايو 2022.
لا تعترف إسرائيل عادة بالهجمات التي تقوم بها داخل إيران، لكن علنيّة الهجوم الإيراني آنف الذكر، والعدد الكبير للمسيّرات والصواريخ التي نفذته (مما اقتضى دول عديدة بينها أمريكا وبريطانيا، إضافة لإسرائيل، لصدّه) جعل تل أبيب في وضع عسكري وأمني لم تعهده من قبل.
تريد إسرائيل من «عملية أصفهان» أن تقول إن لها اليد العليا والضربة الأخيرة في المواجهة، وأنها قادرة على الوصول إلى أي موقع في إيران وفي الوقت الذي تريده، غير أن الصمت الإسرائيلي الرسمي، هذه المرة، هو قرار سياسيّ يهدف، مثله مثل «الضربة الخيالية» (على حد تعبير الإيرانيين) إلى الهبوط عن شجرة المواجهة المباشرة التي لا يرغب الطرفان، ولا الإقليم والعالم، في حصولها.
سيُفهم سياقا العملية المذكوران في إيران، على ما تشير إليه التداعيات، على أن «الجمهورية الإسلامية» نجحت في تدشين معادلة اشتباك جديدة مع إسرائيل، وأنها وضعت نفسها في موقع أكثر قوة من قبل.