ذكرت مصادر في شركة إيني الإيطالية، بأن الشركة اضطرت لسحب سفينة الحفر سايبم سانتوريني من حقل ظهر المصري للغاز، نتيجة عدم حصولها على 1.6 مليار دولار مستحقات لها لدى الحكومة المصرية. ويقول مصدر مصري إن عمليات تطوير الحقل متوقفة تماما حاليا، بعد رفض شركة إيني استكمال العمل بدون الحصول على مستحقاتها.
وذكرت منصة الطاقة الأميركية (المتخصصة في شؤون الطاقة) أنه على ضوء انسحاب إيني تواجه خطط تطوير حقل ظهر (أكبر حقل غاز في مصر) توقفا سيحول دون زيادة إنتاج أهم مصادر إنتاج الغاز في البلاد.
وكشفت مصادر في شركة إيني الإيطالية، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أنها اضطرت لسحب سفينة الحفر سايبم سانتوريني من موقع ظهر، نتيجة عدم حصول الشركة على مستحقاتها لدى الحكومة.
وتعدّ “سانتوريني” سفينة حفر من الجيل السابع مجهّزة بجهازين مضادّين للثوران و7 تجاويف، ما يضعها في صدارة السفن عالية الأداء للحفر في المياه العميقة جدا.
ولدى سفينة الحفر سانتوريني القدرة على العمل في أعماق مائية تصل إلى 12 ألف قدم (أكثر من 3500 متر)، إذ تحمل أحدث الحلول في مجال الرقمنة والأتمتة التي تضمن معايير عالية من السلامة ومراعاة البيئة.
مستحقات مالية
وقالت المصادر، إن شركة إيني حصلت منذ مدة على 270 مليون دولار أميركي، لكن ما يزال يتبقى لها 1.6 مليار دولار.
من جهتها، تواصلت منصة الطاقة المتخصصة مع مصدر في وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر للتأكد من صحة حديث إيني، فقال: “بالفعل سددنا للشركة 270 مليون دولار، لكن ما زال هناك مديونية أخرى، وحاولنا معهم استكمال العمل في تطوير حقل ظهر وسداد باقي المبلغ لاحقا”.
وأضاف المصدر أن وزير البترول المهندس طارق الملا بذل جهدا كبيرا في هذا الملف، وتواصل مع الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية كلاوديو ديسكالزي، لكن “لم تفلح محاولات إقناعهم”.
وتخطط مصر إلى سداد 20% من مستحقات شركات النفط والغاز الأجنبية العاملة بالبلاد، التي تبلغ 4.5 مليارات دولار، خلال يونيو/حزيران المقبل.
وكانت مصر قد سددت 1.5 مليار دولار من مستحقات شركات النفط الأجنبية في مارس/آذار الماضي، بعد انتعاش خزينة البلاد جراء صفقة رأس الحكمة، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
توقف عمليات تطوير حقل ظهر
وأوضح المصدر المصري، أن عمليات تطوير حقل ظهر متوقفة تماما حاليا، بعد سحب حفار شركة إيني. وأضاف أنه كان من المفترض عمل إعادة مسار لبئرين في حقل ظهر، وأيضا تطوير بئر نرجس وبئر نور 2 (بئر تقييمية لم تُحفر)، لكن كل ذلك متوقف حاليا.
وسجل إنتاج حقل ظهر المصري أكبر انخفاض منذ اكتشافه قبل نحو 9 سنوات، خلال الأشهر الـ5 الأخيرة، إذ بلغ نحو 1.9 مليار قدم مكعبة يوميا.
وتسبب انخفاض إمدادات حقل ظهر في هبوط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي للربع السادس على التوالي، خلال أول 3 أشهر من العام الجاري، ليفقد نحو 2.108 مليار متر مكعب مقارنة بالربع المقابل من 2023.
وانخفض إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في مصر إلى 13.429 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار 2024، مقابل 15.537 مليار متر مكعب في الربع نفسه من 2023.
المصدر : الصحافة الأميركية