تحقيق أهداف 2030 يتطلب مضاعفة قدرات الطاقة البديلة ثلاث مرات

تحقيق أهداف 2030 يتطلب مضاعفة قدرات الطاقة البديلة ثلاث مرات

أبوظبي – أظهر تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) أن حكومات العالم لا تزال تحتاج وبشدة إلى حشد جهودها من أجل تحقيق أهداف التحول الأخضر بحلول نهاية العقد الحالي.

وذكرت الوكالة التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، أن الدول عليها مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات وبمعدل لا يقل عن 16.4 في المئة سنويا لتتمكن من تجسيد الهدف المتفق عليه في كوب 28.

وشكل نمو الطاقة الكهربائية المولدة من الشمس والرياح في العام الماضي، والبالغة 14 في المئة على أساس سنوي، زيادة بنسبة عشرة في المئة في معدل النمو السنوي المركب للفترة الفاصلة بين عامي 2017 و2023.

وصار العالم يقف الآن على أعتاب مرحلة جديدة تتجاوز فيها الطاقة المتجددة قطاع الوقود الأحفوري، من حيث القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة، لكن لا تزال ثمة عراقيل وتحديات يتوجب تجاوزها من خلال العمل الجماعي.

وتهدف الدول إلى بلوغ الإنتاج نحو 5.4 تيراواط من القدرة الكهربائية المتجددة بحلول نهاية هذا العقد، وهو ما يشكل أقل من الكمية الضرورية لاحترام التعهدات المناخية.

وأكدت آيرينا في تقريرها على ضرورة المضي وفق الهدف الذي حددته بخصوص وقف ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية والمتمثل في وصول الإنتاج إلى 11.2 تيراواط، لتفادي العجز المتوقع بمقدار 1.5 تيراواط مع تأخر بنسبة 13.5 في المئة.

وأوضحت الوكالة “إذا حافظ العالم على نفس المستوى السابق لمعدل النمو السنوي بنسبة 10 في المئة، فلن يتمكن من إنتاج سوى 7.5 تيراواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، ويشكل ذلك تأخرا بنحو الثلث تقريبا عن الهدف المنشود”.

وقال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام آيرينا، “مع أن القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة تفوقت بشكل كبير على الوقود الأحفوري، إلا أن ذلك ليس كافيا لتحقيق الأهداف المرجوة، وإنما يتطلب الأمر نموا أسرع وتوسيع نطاق انتشارها”.

وأوضح أن التقرير يسلط الضوء على مسارات الهدف المحتملة، فإذا واصلت معدلات النمو مستوياتها الحالية، “سنتخلف عن الهدف، وبذلك نخاطر بعدم تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ وأجندة التنمية المستدامة 2030”.

وتلتزم آيرينا بمراقبة التقدم المنجز ودعم مساعي البلدان في تحقيق هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة، وأكد لا كاميرا الحاجة إلى تطبيق سياسات فعالة وتوظيف تمويلات ضخمة بأسرع وقت ممكن حتى نستطيع معا تحقيق أهدافنا المنشودة.

ولا تتوزع الإحصائيات الإجمالية لقدرات الطاقة البديلة العالمية بشكل متوازن جغرافيا، الأمر الذي يسهم في تعميق الفجوة القائمة في جهود إزالة الكربون، ويعيق تحقيق هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة بمقدار ثلاث مرات.

وتسعى الصين إلى تعزيز مكانتها كدولة رائدة عالميا في مجال الطاقة المتجددة، حيث تعمل على بناء منشآت تُنتج من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ضعف ما تنتجه بقية دول العالم.

ووفقا لدراسة نشرتها المنظمة الأميركية لمراقبة الطاقة العالمية (جي.إي.أم) الأسبوع الماضي، تعمل بكين على تطوير قدراتها في مجال الطاقة المستدامة، إذ تبني حاليا منشآت توفر 180 غيغاواط من الطاقة الشمسية و159 غيغاواط إضافية من طاقة الرياح.

وخلصت أبحاث المنظمة إلى أن المجموع البالغ 339 غيغاواط يمثل 64 في المئة من طاقتي الشمس والرياح، التي يتم إنشاؤها حاليا في العالم، أي ما يقرب من ضعف بقية العالم مجتمعة.

وتلي الصين الولايات المتحدة بإنتاج 40 غيغاواط، والبرازيل بنحو 13 غيغاواط، والمملكة المتحدة بحوالي عشرة غيغاواط، وإسبانيا بتسعة غيغاواط، وفقا للمنظمة غير الحكومية، التي تحصي المشاريع المتعلقة بالوقود والطاقات الأحفورية والمتجددة في العالم.

ويمثل إنتاج الصين لوحدها ثلث إجمالي قدرات الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، التي أعلنت عنها حكومات هذه البلدان والتي بدأ بناؤها بالفعل، “وهو ما يتجاوز بكثير” المتوسط العالمي البالغ 7 في المئة، حسبما أفادت الدراسة.

وفي ما يتعلق بتوليد الطاقة، تشير بيانات آيرينا لعام 2022 إلى التفاوت الإقليمي في نشر مصادر الطاقة البديلة، حيث استأثرت آسيا بالحصة الأكبر عالميا في مجال توليد الطاقة المتجددة بواقع 3749 تيراواط ، تلتها أميركا الشمالية لأول مرة بواقع 1493 تيراواط.

وكان التحول الأكبر من نصيب أميركا الجنوبية، حيث زادت نسبة توليد الطاقة المتجددة فيها بنحو 12 في المئة لتبلغ 940 تيراواط، ويعزى ذلك إلى ازدهار مشاريع الطاقة الكهرومائية والحصة المتنامية للطاقة الشمسية.

ومع نمو متواضع بنسبة 3.5 في المئة، رفعت أفريقيا قدرتها الإنتاجية للطاقة المتجددة إلى 205 تيراواط في عام 2022، وذلك بالرغم من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها القارة وحاجتها الملحة إلى النمو السريع والمستدام.

وإدراكا منها لأهمية تقديم الدعم والتمويل للقارة، أطلقت الوكالة مبادرة “شراكة متسارعة لنشر الطاقة المتجددة في أفريقيا” (أبرا)، فضلا عن تحضيرها لاستضافة منتدى استثماري يركز على الدول الأعضاء في هذه المبادرة خلال وقت لاحق من هذا العام.

العرب