إلى أين تقود مظاهرات السويداء دروز سوريا؟

إلى أين تقود مظاهرات السويداء دروز سوريا؟

630

بالشعارات نفسها التي رددها المتظاهرون في درعا(مهد الثورة السورية) شهدت محافظة السويداء(جنوبي البلاد) مؤخرا احتجاجات مناوئة للنظام السوري بشكل محدود وآني لتعيد معها إلى الواجهة موقع الدروز في المشهد السوري الملتهب.

ويعود معها السؤال مجددا عن الخيارات المتاحة في توصيف موقع الطائفة الدرزية, الذي كان قد انتقل إلى بُعد جديد ومعطيات جديدة إبان بروز مجموعة الموحدين الجدد التي عرفت باسم مشيخة الكرامة, والتي شكلت المقابل والمكافئ الديني للهيئة الروحية العليا لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا ورئيسها حكمت الهجري الموالية للنظام.

ولفهم طبيعة الحراك الذي جرى في المحافظة، يوضح يوسف سويد -وهو اسم مستعار لأحد منظمي الاحتجاجات- للجزيرة نت أن الحراك بدأ عمليا حراكا مطلبيا يقتصر على احتجاج الطلبة لتجنيد بعض المدرسين في قوات النظام ومعاقبة المتخلفين بالفصل الوظيفي. ونالت هذه الاحتجاجات استحسان الشارع وتعاطفه.

وأضاف سويد أن المشاركة في المظاهرات اقتصرت على المنظمين ومعظمهم من الطلبة ولم يساندهم أو يعترض عليهم المارة وأصحاب المحلات التجارية, ولفت إلى أن المظاهرات لم تلق قبولا من بعض القوى السياسية المحسوبة على المعارضة في المحافظة.

توسع الاحتجاجات
يسود محافظة السويداء، بحسب متابعين، مزاج عام هو أقرب لرغبة تحييد السويداء عن الصراع في سوريا, وهو ما يتلاقى مع سعي مشيخة الكرامة وزعميها وحيد البلعوس الذي اغتيل في نوفمبر/تشرين الأول الماضي, يُضاف إلى ذلك رفض تجنيد شباب الطائفة في قوات النظام, وهو مسعى يلقى تعاطفا في محافظة عانت من تهميش تعود جذروه إلى ستينيات القرن الماضي عقب محاولة انقلابية لضباط دروز على كتلة الضباط العلويين.

الصحفي فادي داهوك, وهو من أبناء السويداء، قال للجزيرة نت إن وحيد البلعوس كان في مرحلة ما قوة محلية عبّرت عن هموم وهواجس شريحة واسعة من أهالي السويداء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تختفي هذه الهواجس أو المطالب لمجرد عملية التصفية التي نفّذها النظام بحق رجال الكرامة.

وعن فرص توسع الاحتجاجات، اعتبرها داهوك كبيرةً غير أنها تخضع إلى حسابات كثيرة، منها أن النظام قد يتركها حتى تنتهي من تلقاء نفسها بسلام لتكون بمثابة مرحلة لتفريغ الاحتقان في السويداء، خصوصاً أنه لم يبدِ طيلة السنوات الخمس أي استعداد لخوض مواجهة جديّة في السويداء لحاجته الماسة لها كورقة رابحة يختبئ خلفها في سياق روايته حول حماية الأقليات من الإرهاب.

أقل من المطلوب
من جهته اعتبر المعارض السوري مطيع البطين في حديث للجزيرة نت أن الحراك والمظاهرات في السويداء هي تعبير ومشاركة وطنية “ضد إجرام وطائفية بشار الأسد“.

وأضاف أن هذه الاحتجاجات تؤكد كذب النظام في دعواه أنه حامي الأقليات والمحافظ على حقوقها. واستدرك بالقول إن هذا الحراك لم يرق بعد إلى مستوى  الثورة والمشاركة القوية فيها، عازيا الأمر إلى بطش النظام وإلى تخوفات الأقليات من المستقبل في سوريا.

وختم البطين بالقول إن الكثير من أبناء الطائفة الدرزية يعارضون النظام ويريدون إسقاطه ويرغبون أن تكون لهم بصمتهم الواضحة في الثورة السورية ولو كانت متأخرة أو متقطعة.

رأفت الرفاعي

الجزيرة نت