بات جليا تلك التحضيرات لتحرير مدينة الموصل من أيدي مقاتلي تنظيم الدولة، فقد تم الإعلان مؤخرا عن وصول مئات من الجنود الأمريكيين إلى العراق؛ للمساعدة في تنسيق الهجوم على الموصل، وهي كبرى المدن العراقية التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم منذ يونيو 2014، الأمر الذي يعد إشارة على قرب المعركة الأخيرة ضد التنظيم.
وإضافة إلى ذلك، فقد وصل 500 من المستشارين العسكريين الأمريكيين خلال الأسبوع الماضي إلى قاعدة القيارة، التي تبعد 40 ميلا إلى الجنوب من الموصل، حيث يجهز قادتهم للهجوم الأخير؛ للسيطرة على الموصل في غضون أسابيع.
ويقول مسؤولون إنه تم تحضير ما بين ثماني إلى عشر كتائب من الجيش العراقي، أي حوالي 30 ألف جندي للمشاركة في الهجوم، فيما قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إنه تم الانتهاء من التحضيرات النهائية بشكل يمكن معه استعادة المدينة قبل نهاية العام الحالي.
ويورد كوغلان عن بارزاني، قوله لقناة “فرانس-24”: “تم عقد اجتماعات عديدة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، واتفقوا أخيرا على خطة عسكرية، ودور كل منهما”.
جدير بالذكر أن وحدات مدفعية فرنسية وصلت للمشاركة في دعم الهجوم، وستدعم مقاتلات من على حاملة الطائرات “تشارلز ديغول” العملية، بالإضافة إلى أن الجيش العراقي وقوات البيشمركة قاموا بسلسلة من المناورات العسكرية حول المدينة في الأسابيع الماضية، مشيرا إلى أن هناك تقارير عن نقل عدد من مقاتلي التنظيم إلى سوريا المجاورة.
وللتذكرة، فإن مدينة الموصل تقع في شمال العراق، وكان عدد سكانها قبل سيطرة الجهاديين عليها 2.5 مليون نسمة، وتعد هذهالمدينة تعد مهمة من الناحية الرمزية، خاصة أن زعيم تنظيم الدولة أبا بكر البغدادي، أعلن من على منبر أحد مساجدها عن ولادة ما أطلق عليها “الخلافة” في نهاية حزيران/ يونيو 2014، ومنذ ذلك الوقت خسر تنظيمه سلسلة من البلدات والمدن في كل من العراق وسوريا.
ويقول المتحدث باسم الجيش الأمريكي العقيد جون دوريان، إن القوات الأمريكية جهزت معدات عسكرية لتدعم العمليات العسكرية الميدانية، مشيرا إلى أن القادة الأمريكيين يزعمون أن الطيران الأمريكي استهدف قوات تنظيم الدولة، وحدد مجال حركتها بأعداد كبيرة.
وينوه دوريان بأنه اكتشاف معلومات أمنية عن تنظيم الدولة، كانت مخزنة على جهاز حاسوب في مدينة منبج السورية، التي خسرها التنظيم الشهر الماضي، ساعد الجيش في مهمته.
وحاليا، يتوقع مشاركة ما بين ثلاثة إلى تسعة آلاف مقاتل للدفاع عن المدينة، حيث يعتمد هذا الأمر على الطريقة التي سينسحب فيها المقاتلون إلى سوريا، حيث زعم مسؤولون عراقيون أنه تم طرد 200 من مقاتلي التنظيم من الضلوعية وهيت، شمال بغداد، بعدما قام الجيران بالتعريف عنهم بأنهم مؤيدون لتنظيم الدولة، وكتبت على بيوتهم شعارات: “لا مكان لكم بيننا”.
وينقل كوغلان عن الزعيم القبلي الشيخ إبراهيم الجبوري، قوله: “بدا التوتر بعد تحرير الضلوعية يطفو على السطح بين السكان، خاصة ممن فقدوا أقاربهم نتيجة لقوانين تنظيم الدولة المتشددة، ونخشى من الانقسام داخل المجتمع، والانتقام لا يقود إلا إلى موت جديد”.
ويقول الكاتب إن خسارة الموصل، لو حصلت، فإنها تمثل هزيمة جديدة وكبيرة للتنظيم، مستدركا بأن المحللين يرون أنها تعبير عن فشل الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى قول أنتوني كوردسمان من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في مقال كتبه يوم أمس، إن إدارة أوباما تبحث عن سياسة خروج قبل مغادرة البيت الأبيض، ويضيف: “سيكون إرثها أنها لم تواجه المشكلات بصدق، واختارت الخيارات السيئة، ولم تكن لديها استراتيجية أبعد من تنظيم الدولة”.
توم كوغلان (التايمز) – التقرير