نشرت صحيفة الغارديان مقالا تحليليا كتبه، سايمون تيزدل، عن مصالح روسيا وإيران في سوريا بعد معركة حلب، وكيف أنها ستتضارب في المستقبل، بسبب مواقف كل دولة وعلاقاتها في المنطقة ومع القوى العظمى.
ويقول الكاتب في المقال التحليلي الذي اطلعت عليه “عربي21” وقامت بترجمته، إن روسيا وإيران ونظام، بشار الأسد، يحتفلون، بعد سقوط حلب في أيديهم، بنصر “تاريخي”، يعتقدون أنه سيغير مجرى الحرب في سوريا.
ويرى أن اندحار فصائل المعارضة المسلحة، التي يطلق عليها اسم المعتدلة، والمدعومة من الغرب والسعودية ودول الخليج العربية الأخرى، لا يعني أن النزاع انتهى، لأن النظام السوري لا يزال ضعيفا ويعتمد، بشكل شبه كلي، على القوى الأجنبية.
ويذكر تيزدل أن هناك مؤشرات على أن المنتصرين “يختصمون اليوم مثل اللصوص على اقتسام ما نهبوه”.
ويرى الكاتب أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيحتفظ بقواعده والبحرية والجوية في سوريا، ولكنه سيكذب توقعات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأن روسيا ستقع في مستنقع شبيه بمستنقع أفغانستان في الثمانينات.
ولكنه يقدر أن تحالف روسيا مع إيران سيطرح إشكالا، لأن إيران تعتبر النصر في حلب نصرا على الولايات المتحدة وعلى غريمتها السعودية والسنة، وأن الحديث يتجدد اليوم عن “الهلال الشيعي” الذي يمتد من أفغانستان عبر العراق واليمن إلى حوض البحر الأبيض المتوسط.، فطهران على عكس موسكو، ترى القضية من منظار طائفي بحت، وفقا للكاتب.
ويتوقع “تيزدل” أن يؤدي اندحار المعارضة المعتدلة وتعاظم قوة إيران، فيما يشكل السنة غالبية سكان سوريا، إلى التعاطف مع تنظيم القاعدة، مما قد يؤدي ذلك إلى تعزيز مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على مناطق كبيرة في الشمال.
ويقول الكاتب أن الصورة الكبيرة لـ “بوتين” تدل على انتظار الإدارة الأمريكية القادمة تحت قيادة دونالد ترامب التي قد توافق على بقاء الأسد في السلطة، عكس أوباما.
ويضيف أن الإدارة الأمريكية الجديد ة قد تقبل بقاء الأسد إذا جوبهت بأدلة انه يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، لكن فريق ترامب الجديد معادي بشكل كبير لإيران.
ويتابع الكاتب قائلا، وعلى عكس موقف ترامب من روسيا بخصوص سوريا، فإنه قد يطالب موسكو بعدم التدخل في أوكرانيا والابتعاد عن إيران، ووقف تسليحها وبيع المنتجات النووية والمساعدة بشكل فعال في وقف الدولة الإسلامية وإيران من التدخل في العراق وسوريا.
ويوضح الكاتب أنه على الجانب الآخر فإن إسرائيل تراقب الوضع في سوريا عن كثب، وهي أن المليشيات الإيرانية ستصبح قريبا على حدودها الشمالية، لذلك هم يقبلون بوجود الروس في حال أرادوا البقاء في سوريا لتثبيت الوضع وإبقاءه مستقرا.
ويختم الكاتب تحليله قائلا :”مستقبل سوريا واستقرارها سيتم تقريره أيضا من قبل تركيا، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتعاون مع إيران، ويشاركها في الاهتمام بوقف تقدم الدولة الإسلامية والقضية الكردية.
الغارديان- عربي21