سجلت البورصات العربية والعالمية انخفاضات حادة بعد أن سمحت الصين لليوان بمزيد من الهبوط وتراجعت أسعار النفط لتقترب من أدنى مستوياتها في 12 عاما، وهو ما أجج المخاوف بشأن حالة الاقتصاد العالمي.
وهبط مؤشر البورصة السعودية بنسبة 4.5% في نهاية تعاملات اليوم الخميس، في حين تراجعت بورصة دبي بنسبة 3.4%، وبورصة أبو ظبي بنسبة 3.2%، وبورصة قطر بنسبة 3%، والبورصة الكويتية بنسبة 1.6%.
وقال محمد زيدان رئيس إستراتيجيات الأسواق في شركة أوربكس للوساطة المالية في الكويت إن “عوامل سلبية عدة ساهمت في خفض ثقة المستثمرين في الأسواق الخليجية، مما دفعهم للتخلي عن الأسهم”.
وأوضح أن “أسعار النفط واصلت الانخفاض من دون أفق. المخاوف الاقتصادية في الصين تبدو أنها أعمق مما كان يعتقد، والأزمة السعودية الإيرانية زادت الطين بلة”.
وهبطت أسعار النفط بأكثر من 5% اليوم الخميس لتصل إلى مستويات قرب 32 دولارا للبرميل، وهي مستويات لم تشهدها منذ أبريل/نيسان 2004.
وجاءت هذه الخسائر الكبيرة بعد أن فاجأ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) الأسواق اليوم حين حدد نقطة المنتصف لسعر الصرف الرسمي لليوان عند 6.5646 يوانات مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى منذ مارس/آذار 2011.
ويخشى البعض من أن يكون هبوط اليوان مؤشرا على تفاقم الصعوبات التي يواجهها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لا سيما بعد سلسلة من البيانات التي يظهر بعضها انكماشا وبعضها تباطؤا في أنشطة التصنيع والخدمات.
وقف التداول بالصين
وعلى إثر هبوط اليوان، هبطت الأسهم الصينية بنسب تجاوزت 7% بعد أقل من نصف ساعة من بدء جلسة اليوم، وهو ما أدى إلى وقف التداول تلقائيا في بورصتي شنغهاي وشنزن للمرة الثانية في هذا الأسبوع، بموجب آلية بدأت الصين تطبيقها مطلع العام.
وبعد توقف تداول الأسهم الصينية توالت خسائر البورصات في أنحاء العالم، حيث واصلت الأسهم العالمية تهاويها لليوم السادس على التوالي.
ففي أوروبا، تراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 3.6% خلال التعاملات، كما تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 3.6% ومؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني بنسبة 2.7%.
وفي الولايات المتحدة، سجلت الأسهم انخفاضا حادا في مستهل التعاملات، حيث هبط مؤشر داو جونز الرئيسي بنحو 1.1%، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.09%، وهوى مؤشر ناسداك بنسبة 2.1%.
في المقابل قفز سعر الذهب فوق 1100 دولار للأوقية للمرة الأولى في تسعة أسابيع، حيث يلتمس المستثمرون الأمان في المعدن النفيس في ظل تقلبات الأسواق وتصاعد المخاوف الاقتصادية والتوترات السياسية.
المصدر : الجزيرة