رأى قادة سياسيون واقتصاديون بمنتدى دافوس الاقتصادي أن تباطؤ الاقتصاد الصيني ليس أسوأ المخاطر، ولن يؤدي إلى كارثة اقتصادية، غير أن صندوق النقد الدولي رأى أن الأسواق تنتظر وضوحا أكبر من بكين بشأن سياستها النقدية.
وشكّل تباطؤ ثاني أكبر اقتصادات العالم، وتقلب أسواق المال، وتدهور أسعار النفط والسلع الأولية؛ التحديات الاقتصادية الأبرز التي ناقشها المشاركون في منتدى دافوس، وأضيفت إليها في الجانب السياسي أزمة اللجوء والتوترات الدبلوماسية في العالم.
وكان تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين -الذي سجل العام الماضي، وناهز 6.9% وهو الأدنى في ربع قرن- أكثر المواضيع تداولا في أيام المنتدى -الذي ينهي أشغاله اليوم السبت- لكن الكثير من الأصوات سعت إلى إشاعة أجواء من الاطمئنان.
وقالت مديرة النقد الدولي كريستين لاغارد اليوم إن التغير الكبير الذي تشهده الصين سيكون مليئا بالمطبات، والتي يجب الاعتياد عليها، مضيفة أن من الملائم أن تنتقل البلاد إلى نمو أكثر استدامة. وذلك في إشارة إلى انتقال الصين من معدلات النمو المرتفعة التي تفوق 10% إلى معدلات نمو متوسطة في السنين الأخيرة.
مشكلة تواصل
غير أن لاغارد قالت إن بكين تواجه مشكلة تواصل بشأن سياساتها الاقتصادية وإستراتيجيتها الخاصة بأسعار صرف عملتها اليوان، وأضافت أن الأسواق بانتظار وضوح أكبر من الصين بشأن سياستها النقدية المتعلقة باليوان وعلاقته بالدولار الأميركي.
وأسهمت التقلبات الحادة في سعر اليوان إلى جانب الهبوط الكبير للنفط في اضطراب أسواق المال العالمية منذ بداية العام الحالي.
ورأى وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن أن الصين طغت تقريبا على مناقشات دافوس، وقال “حتى مع هذه الوتيرة من النمو، ستضيف الصين إلى الاقتصاد العالمي بنهاية العقد الحالي ما يساوي حجم اقتصاد ألمانيا”.
وعلّق المدير العام لبنك كريدي سويس الفرنسي تيجان ثيام قائلا إن الأسواق المالية قلقة جدا بشأن الصين، وتخشى من انكماش عالمي، مضيفا أن بداية السنة الحالية هي أسوأ ما شهدته أسواق المال”.
ورأى الملياردير الأميركي جورج سوروس -في تصريح سابق- أن التحول الكبير في الصين حصل، لكن البلاد لديها الوسائل الضرورية لمعالجة الأمر، وهامش المناورة لديها أكبر مما لدى العديد من الدول.
المصدر : الجزيرة