ولد باراك أوباما يوم 4 أغسطس/آب 1961 في هونولولو بهاواي في الولايات المتحدة، من زواج قصير بين طالب كيني وأم أميركية من ولاية كنساس.
انفصل والداه عندما كان في الثانية من عمره فعاد الأب إلى موطنه كينيا، وتزوجت الأم من طالب إندونيسي وانتقلت العائلة الجديدة إلى جاكرتا.
الدراسة والتكوين
تذكر بعض المصادر أنه التحق بمدرسة إسلامية في إندونيسيا لمدة سنتين، قبل أن يتركها ويلتحق بمدرسة مسيحية كاثوليكية، وبعد أن عاد إلى هونولولو أنهى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها.
بدأ دراسته الجامعية في كاليفورنيا التي ظل فيها سنتين، ثم التحق بجامعة كولومبيا في نيويورك وتخرج منها بشهادة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والتحق مجددا بكلية الحقوق في جامعة هارفارد ببوسطنوتخرج فيها عام 1991 بشهادة في القانون.
لوظائف والمسؤوليات
مارس أوباما عدة أنشطة وتقلد عدة وظائف من أبرزها: مدير مشروع تأهيل وتنمية أحياء الفقراء في شيكاغو، ومحلل مالي لمؤسسة بزنس أنترناشيونال كوربوريشن، وأستاذ للقانون الدستوري بجامعة إلينوي.
تولى رئاسة تحرير مجلة القانون التي تصدرها جامعة هارفارد وكان أول رئيس تحرير من أصل أفريقي للمجلة.
التوجه الفكري
يصنف أوباما على أنه رجل سياسة براغماتي يتمتع بالقدرة على جمع أصوات الناخبين على اختلاف مشاربهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية، ورغم هذا التصنيف فإن مجلة ناشيونال جورنال اختارته كأكثر أعضاء مجلس الشيوخ ليبرالية.
التجربة السياسية
نشط في الحزب الديمقراطي الأميركي في ولاية إلينوي، وانتخب عام 1996 عضوا بمجلس شيوخها, وفي نوفمبر/تشرين الثاني 20044 فاز في انتخاباتالكونغرس عن نفس الولاية فأصبح أول أميركي من أصول أفريقية يفوز بعضوية الكونغرس.
في فبراير/شباط 2007 أعلن عزمه خوض انتخابات الحزب الديمقراطي لمنصب مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، وبعد حملة ساخنة ومنافسة شرسة من هيلاري كلينتون فاز بترشيح الحزب لرئاسيات 20088.
وفي انتخابات الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2008 فاز أوباما برئاسة الولايات المتحدة بعد انتصاره بفارق كبير على منافسه الجمهوري جون ماكينليصبح أول رئيس من أصل أفريقي يصل إلى البيت الأبيض.
وفي عام 2012 فاز مرة ثانية بالرئاسة الأميركية على منافسه من الحزب الجمهوري مت رومني.
واجه عند تسلمه مقاليد البيت الأبيض تركة سلفه جورج بوش الابن، كما تزامن وصوله للسلطة مع أزمة اقتصادية خانقة وكان عليه أن يواجه وضعا اقتصاديا داخليا وتبعات علاقات خارجية خلفها ما يعرف بالحرب على الإرهاب.
ففي الملف الأول بادر – من بين إجراءات أخرى- إلى إصدار قانون لإنعاش وإعادة الاستثمار وصلت ميزانيته إلى 787 مليار دولار بهدف تحفيز الاقتصاد ومساعدته على التعافي من تفاقم الكساد العالمي.
وعلى المستوى الخارجي حاول تحسين صورة الولايات المتحدة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي اللذين تأذيا مما عرف بالحرب على الإرهاب فألقى كلمة في أنقرة بتركيا قوبلت بالترحيب من قبل العديد من الحكومات العربية.
وفي يونيو 2009 ألقى خطابا في جامعة القاهرة بمصر دعا فيه إلى بداية جديدة في العلاقات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة وتعزيز السلام في الشرق الأوسط، ثم بدأ بسحب القوات الأميركية من العراق وقرر إنهاء وجود الجيش الأميركي في أفغانستان في نهاية 20144.
لكن كل ذلك لم يغير شيئا في سياسة الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، حيث ظل الموقف الأميركي منحازا لها رغم محاولة وزير خارجيته جون كيريالتوصل لإيجاد حل تفاوضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبرغم رفض واشنطن في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016 استخدام الفيتو لرفض قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يندد بالاستيطان ويدعو إسرائيل لوقفه وبدء مفاوضات للسلام بناء على حل الدولتين.
غادر باراك أوباما البيت الأبيض يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017، وقد حققت شعبيته ارتفاعا ملحوظا. فبحسب استطلاع للرأي أجرته سي أن أنبالتعاون مع معهد خاص فإن شعبية أوباما وصلت إلى 60% محتلا بذلك الرتبة الثالثة ضمن لائحة الرؤساء الأميركيين الأكثر شعبية بينهم بيل كلينتون (66%) ورونالد ريغان (644%).
ووجه أوباما رسالة إلى الكونغرس ندد فيها بمعارضة المؤسسة التشريعية إغلاق معتقل غوانتانامو، موضحا أن ذلك “مخالف للقيم الأميركية”، وأنه لا يوجد مبرر لإصرار الكونغرس على الاحتفاظ بالمعتقل الذي “سيحاكمنا التاريخ بقسوة بسببه”.
وأعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته أنه لا ينوي الترشح لأي منصب خلال الفترة المقبلة، ويريد فقط “قضاء بعض الوقت بهدوء” مع أسرته، واستيعاب التجربة التي مر بها خلال فترة حكمه.
وسيقضي أوباما برفقة أسرته نحو سنتين بمنزل مستأجر في مركز العاصمة واشنطن، إلى حين تخرج ساشا أوباما، الإبنة الصغرى، في المدرسة.
الجوائز والأوسمة
حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام عام 2009، وهو أول رئيس أميركي يفوز بها في عامه الأول في الحكم، وثالث رئيس أميركي يحصل عليها في تاريخها بعد ثيودور روزفلت ووودرو ويلسون.
الجزيرة