أفادت صحيفة إسرائيلية نقلا عن مصادر فلسطينية أن الإدارة الأميركية الجديدة هددت بوقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية في حال قدمت شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل.
وقالت صحيفة هآرتس إن “أوساطا غربية وعربية” أبلغتها بأنها تلقت مؤخرا ما يفيد بأن واشنطن نقلت رسالة واضحة إلى القيادة الفلسطينية تحذرها فيها من أن أي توجه إلى المحاكم الدولية سيثير ردود فعل عاصفة من جانب إدارة الرئيس دونالد ترمب.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية توعدت رام الله في حال تقديمها أي شكوى إلى المحاكم الدولية ضد إسرائيل بأنها ستفرض عليها جملة من الإجراءات على رأسها إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف الدعم الاقتصادي للسلطة الفلسطينية وخطوات أخرى كفيلة بزعزعة السلطة والمنظمة.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت قبل أيام أنها ستتوجه إلى المحكمة لتقديم شكوى ضد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
“السلطة الفلسطينية قلقة من تعيين واشنطن لاثنين من مسؤوليها البارزين للدخول في تفاصيل عملية السلام في الشرق الأوسط، أولهما جيراد كوشنير صهر ترمب، الذي تصفه بأنه يفتقر للخبرة السياسية، والثاني ديفد فريدمان السفير الأميركي الجديد في تل أبيب”بن مناحيم
غير أن رسالة وصلت من القنصلية الأميركية في القدس أثارت مخاوف السلطة، خاصة وأن قرار وقف الدعم المالي عنها كان قد صدر بالفعل من الكونغرس في عام 2015.
من جهة أخرى، ذكر يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية في مقال على موقع المعهد الأورشليمي لشؤون الدولة، أن السلطة الفلسطينية تشعر بأنها توشك على الوقوع فيما سماه “الفخ الأميركي”.
وزعم أن هذا الخوف من جانب السلطة الفلسطينية مرده إلى وصول دونالد ترمب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، “رغم أنه لم يبلور بعد خطته الخاصة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، باستثناء ما أعلنه من مواقف خلال حملته الانتخابية”.
وأكد بن مناحيم أن ترمب في الأيام الأولى لدخوله البيت الأبيض، اتخذ جملة إجراءات أقلقت السلطة الفلسطينية، منها الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للشعب اليهودي، وتعهده بنقل السفارة الأميركية إليها، وعدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية عقبة أمام السلام، وتقييمه لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2334 ضد الاستيطان الإسرائيلي بأنه غير محق.
ومضى الكاتب إلى أن لترمب توجها بإبرام صفقة بين إسرائيل والفلسطينيين عبر مفاوضات مباشرة بينهما دون شروط مسبقة، مع التزامه بحفظ أمن إسرائيل.
وأضاف أن الفلسطينيين يعتبرون هذه الحقبة الجديدة في الإدارة الأميركية فرصة لمنح إسرائيل دعما بلا حدود في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، وتجميد مبلغ 221 مليون دولار منحها الرئيس السابق باراك أوباما للسلطة الفلسطينية قبل ساعات قليلة من مغادرته البيت الأبيض.
وأوضح أن السلطة الفلسطينية قلقة من تعيين واشنطن لاثنين من مسؤوليها البارزين للدخول في تفاصيل عملية السلام في الشرق الأوسط، أولهما جيراد كوشنير صهر ترمب، الذي تصفه بأنه يفتقر للخبرة السياسية، والثاني ديفد فريدمان السفير الأميركي الجديد في تل أبيب، وهو داعم للاستيطان ولحكومة بنيامين نتنياهو.
وختم بن مناحيم مقاله بالقول إن العهد الذي كان يتصل فيه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مباشرة بوزارة الخارجية الأميركية أو كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، ولّى وانقضى.
الجزيرة
المصدر : الصحافة الإسرائيلية