تصاعدت حدة الحرب الكلامية والتهديدات بين الولايات المتحدة وإيران من أعلى المسؤولين في البلدين، فقد وصف وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إيران بأنها “أكبر دولة راعية للإرهاب” بينما حذر قائد عسكري إيراني الولايات المتحدة من أنها ستندم إذا هاجمت بلاده.
جاء ذلك عقب التجربة الصاروخية الإيرانية التي فرضت بعدها واشنطن عقوبات على شركات وشخصيات إيرانية.
وخلال مؤتمر صحفي في العاصمة اليابانية طوكيو التي يزورها، قال ماتيس “ليس جيدا نكرانُ ذلك، وليس جيدا غض النظر عنه، وفي الوقت نفسه لا أرى أي ضرورة لزيادة عدد قواتنا في الشرق الأوسط حاليا”.
وسبق تصريحَ ماتيس تحذير أطلقه مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين، بأن واشنطن لن تغض الطرف من الآن فصاعدا عن أفعال إيران التي وصفها بالعدوانية حيال الولايات المتحدة والعالم.
مقابل التصريحات الأميركية قال أمير أحمد بوردستان نائب قائد الجيش الإيراني أمس السبت إن “أي اعتداء أميركي سيواجه برد يجعل واشنطن تندم”. وفي وقت سابق أمس، قال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زاده إن التهديدات الأميركية لإيران كلام فارغ لا معنى له وغير مؤثرة.
وأضاف “إذا ارتكب الأعداء أي خطأ فإن صواريخنا ستباغتهم بسرعة البرق”.
وفي وقت سابق، قال مراسل الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن أحدث التصريحات الإيرانية صدرت عن رئيس هيئة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي الذي قال إن الرئيس الأميركي خرب كل شيء تقريبا.
وأضاف فايز أنه يفهم من كلام صالحي أن الاتفاق النووي قد يتعرض لهزات، مشيرا إلى أنباء عن نية ترمب وقف صفقة بيع طائرات ركاب أميركية لإيران.
مناورات إيرانية
وفي ظل التصعيد الكلامي بين طهران وواشنطن، بدأت القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني أمس السبت مناورات تختبر فيها صواريخ محلية الصنع متفاوتة المدى وأنظمة الرادار والتدريب على الحرب الإلكترونية.
وقال مراسل الجزيرة في طهران إن المناورات تجري في منطقة سمنان شمالي إيران على مساحة 35 ألف كلم2، تحت اسم “مناورات الدفاع عن حرم الولاية”.
وأضاف أن إطلاق صواريخ أثناء هذه المناورات يؤكد تصميم إيران على مواصلة برنامجها الصاروخي. وقد أشار الحرس الثوري إلى أن هذه المناورات ترمي إلى إظهار قدرات إيران واستعدادها لمواجهة أي نوع من الأخطار.
وأورد موقع الحرس الثوري أن المناورات ستشمل أنظمة عدة للرادارات والصواريخ المصنوعة محليا، بالإضافة إلى اختبار مراكز للقيادة، وهي تهدف إلى إظهار “الاستعداد التام لمواجهة التهديدات”، بما فيها “العقوبات المهينة” ضد إيران التي أعلنتها الولايات المتحدة أمس الجمعة.
بعد العقوبات
وجاء إعلان المناورات بعد فرض العقوبات الأميركية الجديدة، حيث أكدت إيران أنها “ستتخذ إجراءات مماثلة”، وستستهدف “أفرادا وشركات أميركية” تدعم مجموعات “إرهابية”. كما جاء بعد إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على 25 شخصية وشركة إيرانية، وذلك للمرة الأولى في عهد ترمب.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد وجّه الجمعة تحذيرا لإيران عقب تصاعد حدة التوتر بين البلدين على خلفية إطلاق طهران صاروخا بالستيا قبل أيام، وقال إن “إيران تلعب بالنار”.
المصدر : الجزيرة + وكالات