واشنطن – كشفت مصادر أميركية مطلعة في تصريحات لوسائل إعلام دولية أن مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين ومستشارين آخرين لحملة دونالد ترامب كانوا على اتصال مع مسؤولين روس وآخرين ممن لهم علاقات بالكرملين عبر ما لا يقل عن 18 مكالمة هاتفية ورسالة إلكترونية خلال الشهور السبعة الأخيرة من السباق الرئاسي العام الماضي.
وتشكل الاتصالات التي لم يسبق الكشف عنها جزءا من سجل يعكف على مراجعته كل مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي) وأعضاء من الكونغرس يحققون في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية وفي الاتصالات بين حملة ترامب وروسيا.
وذكر ثلاثة مسؤولين أميركيين أن عددا من الاتصالات التي لم يسبق الكشف عنها جرت بين السفير الروسي لدى واشنطن سيرجي كيسلياك ومستشارين لترامب، ومن بينهم مايكل فلين.
وقال أربعة مسؤولين حاليين إن المحادثات بين فلين وكيسلياك تسارعت بعد انتخابات الثامن من نوفمبر 2016، حيث بحث الاثنان إقامة قناة خلفية للاتصال بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شأنها أن تتفادى بيروقراطية الأمن القومي الأميركية والتي اعتبرها الجانبان عقبة أمام تحسين العلاقات.
وأكدت المصادر غياب أي دليل يثبت ارتكاب مخالفات أو تواطؤ بين الحملة وروسيا في الاتصالات التي خضعتإلى المراجعة حتى الآن. لكن الكشف قد يزيد من الضغط على ترامب ومعاونيه لكي يقدّموا لمكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) والكونغرس سجلا تفصيليا بالاتصالات مع المسؤولين الروس وآخرين لهم علاقات بالكرملين خلال الانتخابات وبعدها مباشرة.
وكان البيت الأبيض قد نفى في بادئ الأمر إجراء أي اتصالات مع المسؤولين الروس خلال الحملة الانتخابية قبل أن يعترف مستشارون لحملة ترامب بعد ذلك بانعقاد أربعة لقاءات مع السفير الروسي
وقالت المصادر إن تلك المناقشات ركزت على إصلاح العلاقات الأميركية الروسية في المجال الاقتصادي، والتي توترت جراء العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو، وكذلك على التعاون في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا واحتواء الصين التي تزداد نزوعا نحو الهيمنة.
وقدّم أعضاء لجنتي المخابرات بمجلسي الشيوخ والنواب طلبا لوكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) ووكالة الأمن الوطني لمراجعة نصوص الاتصالات والرسائل بين مستشاري حملة ترامب ومعاونيه والمسؤولين الروس وآخرين لهم علاقات الرئيس فلاديمير بوتين.
وذكرت مصادر مطلعة إن المسؤولين الروس اتبعوا في المحادثات خلال الحملة نهجا براغماتيا وشددوا لمعاوني ترامب على أنهم قد يبرمون صفقات تركز على المصالح الاقتصادية وغيرها من المصالح المشتركة وتنحية القضايا الخلافية جانبا.
وقالت وزارة العدل الأميركية إنها عينت المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر مستشارا خاصا للتحقيق في التدخل الروسي المزعوم في الحملة الرئاسية الأميركية وفي التواطؤ المتحمل بين حملة ترامب وروسيا.
ويضع هذا التحقيق الرسمي الرئيس ترامب أمام فرضية المساءلة الرسمية من قبل مجلس الشيوخ داخل الكونغرس، ما يطرح تساؤلات عن إمكانية عزله إذا ما تم إثبات أي تجاوزات آو تدخل روسي في مسار الحملة الانتخابية أو الشأن الداخلي الأميركي.
العرب اللندنية