أبوظبي – قالت شركة موانئ أبوظبي أمس إنها وقعت اتفاق امتياز لمدة 35 عاما لتطوير وإدارة ميناء الفجيرة، وذلك بعد شهرين من انتهاء عقد موانئ دبي العالمية المملوكة لإمارة دبي هناك.
وتزايدت أهمية ميناء الفجيرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب موقعه على الساحل الشرقي للإمارات، وهو الميناء الوحيد المتعدد الأغراض الذي يتيح للسفن تفادي المرور بمضيق هرمز والوصول المباشر إلى خليج عمان والمحيط الهندي.
وقالت موانئ أبوظبي المملوكة لحكومة إمارة أبوظبي في بيان إن خططها تتضمن تعميق الغاطس إلى 16.5 متر وتشييد رصيف بطول كيلومتر واحد وإنشاء ساحة تخزين بمساحة 300 ألف متر مربع. ولم يذكر البيان التفاصيل المالية.
وكانت موانئ دبي العالمية قد أعلنت في 16 أبريل الماضي أنها أنهت اتفاقها لتوسيع وتطوير ميناء الفجيرة دون إبداء أسباب.
وقال بيان موانئ أبوظبي إن من المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية لميناء الفجيرة إلى مليون حاوية نمطية ونحو 700 ألف طن من البضائع العامة بحلول عام 2030.
وتتمتع الفجيرة بأهمية استراتيجية للإمارات لأنها أحد منفذيها البحريين خارج مضيق هرمز، الذي يخضع أحيانا للتجاذبات السياسية والتهديدات، وتخطط الإمارات لبناء مصفاة في ميناء الفجيرة بطاقة تصل إلى 400 ألف برميل يوميا.
كما يرتبط الميناء بخط لنقل الغاز من قطر، وهو لا يزال يعمل كالمعتاد رغم إغلاق موانئ الإمارات بوجه السفن المتجهة من وإلى قطر في إطار مقاطعة قطر بسبب دعمها للإرهاب.
وحضر توقيع الاتفاق الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة ووزير الدولة الإماراتي سلطان بن أحمد الجابر رئيس مجلس إدارة موانئ أبوظبي. ووقع الاتفاق محمد جمعة الشامسي الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي وموسى مراد مدير عام ميناء الفجيرة.
وقال الشيخ صالح بن محمد الشرقي رئيس دائرة الصناعة والاقتصاد في الفجيرة ورئيس مجلس إدارة الميناء إن الاتفاقية لتطوير ميناء الفجيرة وتعزيز دوره الاستراتيجي في مواكبة ودعم النمو الاقتصادي والتجاري الكبير الذي تشهده الإمارات.
وأكد أهمية تعاون هيئة ميناء الفجيرة مع موانئ أبوظبي في هذا المشروع الاستراتيجي، بما يسهم في الارتقاء بقدرات ومكانة ميناء الفجيرة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي.
سلطان الجابر: تطوير الميناء للقيام بدور حيوي في دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية
وقال سلطان الجابر إن توقيع الاتفاقية يجسد الحرص المشترك بين موانئ أبوظبي وهيئة ميناء الفجيرة على التعاون وتكثيف الجهود لتطوير البنية التحتية الاستراتيجية، لتعزيز النهضة الكبيرة التي تشهدها الإمارات في كافة المجالات.
وأضاف أن تطوير الميناء ورفع طاقته الاستيعابية سيكون له دور فاعل في مواكبة النمو الكبير في الحركة التجارية والنقل البحري، كما يؤهل موقعه الاستراتيجي المتميز للقيام بدوره الحيوي في المنطقة، وذلك دعما لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد الجابر أن موانئ أبوظبي ستضع خبرتها الكبيرة والمتنوعة في تطوير المرافئ لتنفيذ المشروع وإدارته بفاعلية وفق أفضل معايير الكفاءة وبما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة من تطوير الميناء الاستراتيجي الذي يسهم في تطوير النشاط التجاري والسياحي في الدولة.
وأوضح أن الاتفاقية تأتي ضمن جهود موانئ أبوظبي الرامية إلى تعزيز أواصر العمل المشترك مع الهيئات المسؤولة عن تطوير وتشغيل الموانئ والمرافئ في الدولة والإسهام في إرساء اقتصاد مستدام متنوع قائم على المعرفة.
وتحظى موانئ أبوظبي بموجب الاتفاقية بالحقوق الحصرية عبر “مرافئ الفجيرة” لتطوير البنية التحتية وإدارة عمليات شحن الحاويات والبضائع وخدمات نقل المسافرين، إضافة إلى إنشاء محطة حاويات جديدة بأرصفة عميقة تسمح باستقبال السفن العملاقة لخدمة الشركاء في أسواق الخليج والمحيط الهندي وشبه القارة الهندية.
وسيتم تجهيز ميناء الفجيرة بأحدث المعدات والأجهزة المتطورة من بينها الرافعات الجسرية العملاقة وأحدث نظم المعلومات، ليكون قادرا على العمل على مدار الساعة بسلاسة وسرعة ودقة أعلى، وبالتالي الوفاء باحتياجات شركات الشحن العالمية والمشغلين لخدمات متطورة ومتكاملة وفق أعلى المعايير العالمية.
وأشار الشامسي إلى أن الاتفاقية تتيح لميناء الفجيرة تلبية النمو المتوقع خلال الفترة المقبلة في عمليات شحن ومناولة البضائع العامة وخدمات المسافرين بحرا.
وأضاف أن الاتفاقية تتوج الجهود واللقاءات والدراسات الاقتصادية والبيئية المشتركة بين موانئ أبوظبي وميناء الفجيرة لتنفيذ أفضل الخطط الكفيلة بتعزيز القدرة الاستيعابية لميناء الفجيرة.
وقال موسى مراد إن الاتفاقية الاستراتيجية التي تم إبرامها تعود بمنافع عديدة وعالية القيمة على إمارة الفجيرة والأجيال القادمة على حد السواء.
وعبر عن ثقته بإمكانات موانئ أبوظبي التي تدير وتشغل واحدا من أهم وأكبر موانئ المنطقة. وقال إن ميناء الفجيرة سيستفيد من تلك الخبرات في تطوير وتعزيز البنية التحتية وتحقيق نقلة نوعية في الخدمات المقدمة لزبائننا.
ويعد الميناء بوابة التقاء خطوط النقل والتجارة البحرية بين الشرق والغرب، حيث يتيح لها خيارات نقل بحري عالي الكفاءة ومنصة لخدمة منطقة الخليج بالكامل وشبه القارة الهندية وباكستان والبحر الأحمر وشرق أفريقيا، إضافة إلى العديد من الدول المجاورة.
العرب اللندنية