د.محمد سليم الزعنون
خلال الشهر الأخير ارتفعت تصريحات المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي حول اندلاع الحرب في الجبهة الشمالية على اعتبار أن الحرب القادمة ستشهد جبهة موحدة في الشمال بين لبنان وسوريا، في اشارة واضحة إلى أن الجيش اللبناني أصبح جزء من حزب الله، وأن أي هجوم من حزب الله يعتبر هجوم من لبنان.
واتهم وزير الدفاع “ليبرمان” يوم الاثنين، حزب الله بإطلاق الصواريخ على هضبة الجولان بأوامر من حسن نصر الله، ودون علم نظام الأسد، واعتبر أن النظام السوري مسؤولاً عن اطلاق النار، ثم نفت مصادر من مكتب رئيس الحكومة الأسرائيلية وبالتنسيق مع الجيش واكدوا عدم علمهم بما قال “ليبرمان” وانها تعبر عن تقديراته الشخصية”، هذا التضارب بالتصريحا يفرض احتمالين:
الاحتمال الأول: إما ان ليبرمان على الرغم من مكانته واطلاعه الواسع على مجريات الأمور، والتفاصيل الأمنية، إلا أنه بعيداً عن الواقع ويختلق الحقائق، وهذا احتمال ضعيف جداً.
الاحتمال الثاني: أن ليبرمان وبحكم موقعه واطلاعه صرح بما لا يجوز التصريح به، فتحميل حزب الله مسئولية اطلاق الصواريخ يستوجب الرد الإسرائيلي وإلا تضررت قدرة الردع الإسرائيلية، وفي هذا السياق جاء نفي الجيش والحكومة والتأكيد على أن سقوط القذائف كان مجرد خطأ، بما يجعل الخيارت أمام الجيش الإسرائيلي متاحة الرد أو عدم الرد.
ولكن تؤشر مجريات الأحداث خلال الأسبوع الأخير إلى أن إيران وسوريا وحزب الله يعملون على رسم خطوط حمراء جديدة أمام إسرائيل في الساحة السورية واللبنانية، أهمها: اطلاق سوريا النار على الطائرات الإسرائيلية، وتصريحات رئيس هيئة اركان الجيش الايراني قبل أيام والتى تؤشر لامكانية الرد على الانتهاكات الاسرائيلية، ومؤخراً اطلاق الصواريخ على الجولان حيث جاء في وقت مبكر لم تكن فيه اشتباكات في سوريا يما يعني أن احتمالات الخطأ ضعيفة جداً، وفقاً لهذا المنظور فإن إسرائيل أمام مرحلة جديدة على جبهة الشمال، محورها اصرار إيران وحلفائها على تقيد حرية حركتها في الأجواء السورية واللبنانية، وهذه المرحلة قد تدفع باتجاه أحد سيناريوهين:
السيناريو الأول: تدهور الأمور وصولاً إلى حالة الاشتباك المباشر بمعنى الحرب، وهذا السيناريو مستبعد في الوقت الراهن، على اعتبار أن هذه الحرب سيتسع نطاقها تدريجياً لدخول قوى اقليمية ودولية، وهذه القوى غير معنية في الوقت الراهن بدخول حرب اقليمية.
السيناريو الثاني: ضبط إسرائيل تحركاتها في الساحة اللبنانية والسورية، وتبني مفهوم (الحرب اللينة) القائمة على الدبلوماسية، والتواصل مع الأطراف الفاعلة، وحرب المعلومات والسايبر، وهذا السيناريو أقرب إلى الترجيح.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية