زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، قضاء القائم بعد تحريره من قبضة تنظيم داعش، ورفع العبادي العلم العراقي فوق منفذ «حصيبة» الحدودي مع سوريا، وقام بجولة تفقدية في المدينة، وحيا قواته الأمنية، وأثنى على تضحياتها التي حققت النصر في فترة اعتبرت «قياسية» امتدت لأربعة أيام فقط.
كما زار العبادي قضاء حديثة الذي يبعد نحو 200 عن الرمادي، مركز محافظة الأنبار، ولم يتمكن تنظيم داعش من السيطرة إلا على أجزاء صغيرة منه.
وبتحرير قضاء القائم، لم يتبق أمام القوات العراقية سوى تحرير قضاء راوة وبعض المناطق الصحراوية البعيدة عن مراكز المدن. وتشير بعض التقديرات العسكرية إلى أن القوات العراقية عمدت إلى البدء بتحرير قضاء القائم البعيد بدلاً من تحرير راوة، نظراً لأن بعض التقديرات الاستخبارية أشارت إلى تمترس عناصر «داعش» بالمدنيين داخل الأخيرة، الأمر الذي يعني أن عملية إسكات مصادر النيران التي يطلقها عناصر «داعش» يتطلب التعامل مع أهداف مدنية، وهذا ما حرصت القوات العراقية على تجنبه.
كما تشير بعض المصادر إلى أن العمليات العسكرية في غرب العراق تستهدف تطهير القائم وراوة، إلى جانب مسك الشريط الحدودي مع سوريا، وكذلك تمشيط مناطق واسعة في محيط قضاء الرطبة، وصولاً إلى حدود محافظة كربلاء الواقعة جنوب شرقي محافظة الأنبار.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة بياناً تضمن معلومات عن طبيعة وأهداف القوات المساهمة في عمليات غرب الأنبار، يغطي الفترة بين 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي و4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وأشار البيان إلى أن المهمة كانت تتعلق بطرد «داعش» من جميع المناطق الواقعة غرب محافظة الأنبار وجنوب نهر الفرات، إلى جانب السيطرة على المناطق الواقعة بين طريق عكاشات القائم وصولاً إلى الطريق الاستراتيجي (الرابط بين الحدود الأردنية وصولاً إلى جنوب العراق في البصرة)، إضافة إلى القيام بعمليات التفتيش وتطهير جميع أراضي محافظة الأنبار وبسط الأمن فيها.
والملاحظ أن الفريق الركن عبد الأمير يار الله تولى للمرة الرابعة قيادة العمليات لتحرير مناطق غرب الأنبار، بعد أن أسندت إليه سابقاً مهمة قيادة العمليات في الموصل وتلعفر والحويجة.
ويشير بيان قيادة العمليات إلى مشاركة قيادة عمليات الأنبار بقيادة اللواء الركن محمود الفلاحي في العمليات، إلى جانب وكالة الاستخبارات في الأنبار ومديرية الاستخبارات والأمن ومديريات المخابرات والأمن الوطني واستخبارات مكافحة الإرهاب. كذلك اشترك في المعركة فوج طوارئ من شرطة الأنبار ولواء المهمات الخاصة في قيادة عمليات الجزيرة. وبحسب معلومات العمليات المشتركة، فإن جهاز مكافحة الإرهاب لم يغب عن معارك غرب الأنبار، وهو الجهاز الذي شكل رأس حربة القوات العراقية في أغلب المعارك التي خاضها ضد تنظيم داعش. كما اشترك في المعارك «الحشد العشائري». وأشار البيان إلى «اشتراك قيادة طيران الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي من خلال تقديم الدعم الجوي والمدفعي والصاروخي والجهد الاستخباري».
وعن أهم المناطق الحيوية والاستراتيجية التي استهدفت قيادة العمليات المشتركة السيطرة عليها خلال المعركة التي انطلقت غرب الأنبار، ذكر البيان أنها «قاعدة سعد الجوية ومحطة القطار القديم وحقول عكاز الغازية ومعمل أسمنت القائم ومطارا الرطبة الجنوبي والشمالي والمنشأة العامة للفوسفات ومجمعها السكني»، إلى جانب تأمين الضفة الجنوبية لنهر الفرات والطريق الرئيسي الواصل من قاعدة «إتش 1» حتى الطريق الرابط بين عكاشات والطريق الاستراتيجي، إضافة إلى تأمين طريق الحقلانية الواصل إلى محطة القطار والقائم.
وعن الخسائر التي تكبدها تنظيم داعش في معارك غرب الأنبار، كشف بيان قيادة العمليات عن مقتل نحو 500 عنصر وتدمير عشرات العجلات.
الشرق الاوسط