اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن مجيء رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري من الرياض إلى باريس يساهم في “تخفيف حدة التوتر” بالشرق الأوسط، بينما أعلن الحريري أنه سيكون في بيروت يوم الأربعاء المقبل وسيطلق مواقفه السياسية من هناك، حسب تعبيره.
وقال بيان لقصر الإليزيه في ختام استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحريري، إن الرئيس “سيواصل اتخاذ جميع المبادرات اللازمة من أجل تحقيق الاستقرار في لبنان”. وأضاف “إننا نساهم في تخفيف حدية التوتر في المنطقة”.
كما ذكر البيان أن الحريري “سيزور بيروت في الأيام القليلة المقبلة”، و”ليس من غير المعتاد أن يحتفظ لنفسه بما ينوي إعلانه”.
مجموعة الدعم
وقررت فرنسا دعوة مجموعة الدعم الدولية للبنان إلى الاجتماع في باريس “وفقا لتطورات الأوضاع”، لكن لم يتم تحديد موعد للاجتماع بعد. وقال الإليزيه إن “الهدف هو أن يتمكن لبنان من الحفاظ على استقراره، وحمايته من الأزمات الإقليمية” وخصوصا التوتر بين السعودية وإيران.
وأكد البيان على “ضرورة البقاء هادئين”، وأن باريس “لا تشكك في مبدأ الحوار الثابت مع إيران”، مشيرا إلى أن الزيارة المقبلة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى طهران لا تزال واردة.
في الوقت نفسه، اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن بقاء اثنين من أولاد الحريري في الرياض ليس “مدعاة للقلق”، مضيفة أن ذلك جاء بناء على رغبة الحريري وزوجته.
وقد أدلى الحريري بتصريحات للصحفيين بعد لقائه ماكرون، قال فيها “سوف أحضر إن شاء الله عيد الاستقلال في لبنان (22 نوفمبر/تشرين الثاني)، ومن هناك كل مواقفي السياسية سأطلقها بعد أن أرى فخامة رئيس الجمهورية”.
وأضاف “تعرفون أني قدمت استقالتي، وفي لبنان سنتحدث في هذا الموضوع”، معبرا عن شكره للرئيس الفرنسي على استضافته له ولعائلته، ومؤكدا أن “فرنسا تلعب دائما دورا إيجابيا جدا في المنطقة”.
وقد أجرى ماكرون والحريري محادثات في الإليزيه ثم حضرا مأدبة غداء شاركت فيها لارا زوجة الحريري وابنه الأكبر حسام وبريجيت زوجة ماكرون.
وفي وقت سابق، أجرى الحريري سلسلة اتصالات هاتفية بقادة لبنانيين من مقر إقامته في العاصمة الفرنسية، وأكد لرئيسيْ الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري مشاركته في احتفالات عيد الاستقلال. والتقى الحريري في باريس مدير مكتبه نادر الحريري ووزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق.
واتصل الرئيس الفرنسي بنظيره اللبناني الذي شكره على “الدور الذي لعبه في معالجة الوضع الذي نشأ بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته من المملكة العربية السعودية وما رافق ذلك من ملابسات”، وفقا لبيان من الرئاسة اللبنانية.
أبناء الحريري
وكان الحريري وصل صباح السبت برفقة زوجته إلى مقر سكنه في باريس، وانضم إليه نجله الأكبر حسام قادما من لندن، في حين بقي نجلاه عبد العزيز (12 عاما) ولولوة (15 عاما) في الرياض، مما أثار تكهنات بشأن وضعهما هناك.
يشار إلى أن الحريري أعلن في الرابع من الشهر الجاري استقالته أثناء وجوده في الرياض بحجة تدخلات حزب الله وإيران، ولم يعد إلى لبنان منذ ذلك الحين، مما دفع بمسؤولين لبنانيين -بينهم الرئيس عون- لاتهام السعودية باحتجازه، وهو ما نفته المملكة على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير.
من ناحية أخرى، قالت الرئاسة الفرنسية إنها “تتابع عن كثب” مشكلة تعويضات نحو 250 موظفا فرنسيا في شركة “سعودي أوجيه” للإنشاءات التابعة لعائلة الحريري.
وأضافت أن السعوديين “تعهدوا بدفع باقي التعويضات” التي لم تدفع بعد. ويطالب الموظفون بنحو عشرين مليون يورو (23.6 مليون دولار) من المتأخرات المستحقة السداد.
المصدر : الجزيرة + وكالات