طالبت المعارضة السورية في ختام اجتماعاتها في الرياض بأن تشرف الأمم المتحدة على أي اجتماعات للحل في سوريا. وقال هادي البحرة القيادي في «هيئة المفاوضات»، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن البيان الختامي لمؤتمر المعارضة السورية سيكون المرجعية الوحيدة للمفاوضات مع وفد النظام في جنيف، فيما تحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن «انجاز كبير} حققه السوريون في اجتماعات الرياض، مشيراً في حساب وزارة الخارجية على مواقع التواصل الاجتماعي {تويتر}، إلى أنهم استطاعوا توحيد صفوفهم وتشكيل فريق تفاوضي موحد.
وانتهى مؤتمر المعارضة السورية في الرياض بانتخاب أعضاء «هيئة المفاوضات» والوفد المفاوض بعد دمجهما. وجاءت التشكيلة الجديدة وفق حصص محددة لكل منصة من المعارضة المدعوة إلى المؤتمر، منهم: 6 نساء من المستقلين، و10 أعضاء من «الائتلاف الوطني السوري»، و10 أعضاء من الفصائل العسكرية، و6 أعضاء من «هيئة التنسيق الوطنية»، و4 أعضاء من «منصة القاهرة»، و4 أعضاء من «منصة موسكو»، وعضوان عن العشائر.
وقال البحرة بعد الانتخابات، أمس، إن «الهيئة» تضم بشكلها الحالي كل أطياف المعارضة السورية، في حين «استحوذت المرأة على حصتها في الهيئة ضمن مكونات المعارضة، وهذا ما يميّز الجسم الجديد». وأضاف أنه لوحظ أن «الهيئة» بشكلها القديم، وبجانبها الوفد المفاوض، لا يعملان بشكل جيد، «لذلك تمت إعادة تسميتها باسم (هيئة المفاوضات) وتشمل أعضاء الهيئة، ونفسها تمثل الوفد التفاوضي، ومرجعيتها ستكون مؤتمر الرياض كهيئة عامة مسؤولة عنها».
وفي وقت مبكر صباح اليوم السبت (بتوقيت السعودية)، أكد نصر الحريري، رئيس {هيئة المفاوضات} إلى جنيف، أن صفوف المعارضة توحدت وباتت تستطيع البدء في حوار مباشر مع النظام السوري من أجل الانتقال إلى مرحلة سياسية، وفق المرجعيات الدولية، مؤكداً أنهم ملتزمون بمبادئ الثورة السورية وجادون في تأسيس هيئة حكم انتقالي، بلا رئيس النظام بشار الأسد، مطالباً بإشراف الأمم المتحدة على أي اجتماعات لحل الأزمة السورية.
وقال نصر الحريري خلال مؤتمر صحافي إن ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، {قدم لنا الدعوة للجلوس إلى طاولة واحدة للتوصل إلى إطلاق العملية السورية على أرضية صلبة، والدفع بالمفاوضات نحو الامام}. وأشار رئيس الهيئة السورية للمفاوضات إلى أن ما تم التوصل وإنجازه في الرياض يعد خطوة هامة تضع المجتمع الدولي امام محك رئيسي، بحيث لا يوجد بعد ذلك اي ذريعة تمنع النظام من الجلوس للمفاوضات بشكل مباشر لتحقيق الانتقال السياسي وفق المرجعيات الثلاث. وأضاف: {البيان الختامي (لمؤتمر الرياض) كان غنياً، ويمثل الصدى لصوت السوريين لتحقيق العدالة والكرامة … سنتتجه الى جنيف في الثامن من الشهر المقبل، بناء على دعوة أممية، بما يخدم العمل السياسي}.
وقال الحريري إن المعارضة أوضحت للحكومة الروسية أنها ذاهبة إلى عملية سياسية و{هدفنا الانتقال السياسي، وبالتالي نطالب المجتمع الدولي بما فيه روسيا أن نركز كل اعمالنا في عملية انتقال السياسي}. وشدد على أن اجتماعات سوتشي لا تخدم العملية السياسية بأي حال من الاحوال. فيما وجه جمال سليمان وهو يمثل منصة القاهرة، الشكر للسعودية حكومة وشعباً، وكذلك عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، الذي {سهر معنا أكثر من ٣٠ ساعة}. وقال: {ما تم إنجازه في الرياض هو خطوة هامة للبدء في عملية التفاوض المباشرة، ولن يكون هناك أي عائق للجلوس على طاولة واحدة}.
إلى ذلك أكد علا عرفات الذي يمثل منصة موسكو، خلال مشاركته في المؤتمر الصحافي ذاته، أن المعارضة السورية وفد واحد وغير موحد، وذلك نسبة لوجود خلافات لم يتم الوصول إلى حل لها حتى الآن. واعتبر أن رحيل الاسد أو بقاءه شرط مسبقة، وأن البيان الختامي لاجتماع الرياض لم يشر إليه. وأضاف: {عملياً نحن موجودن في الدرجة الأولى في الوفد الواحد الذي نشأ (أمس) في الرياض}.
وأوضح عرفات أن منصة موسكو ضد الشروط المسبقة، خصوصاً وأن هناك نقطة خلاف بما يتعلق بموقف إيران، وأن هذه ملاحظة لا بد أن تعالج لأنها تعتبر طرفاً يلعب دوراً في آستانا، وليس لنا فيها مصلحة، كما أن هناك أطرافاً أخرى دخلت في الوضوع السوري، لم يتم التعامل معها مثل إيران. وأشار ممثل منصة موسكو إلى أن سوتشي واستانة، ليست بديلة بل هي تكميلية، مؤكداً أن جميع المنصات ستزول بعد عملية الانتقال السياسي.
الشرق الاوسط