احصائيات: نينوى خسرت نصف أقلياتها.. والتركمان الأكثر نزوحا

احصائيات: نينوى خسرت نصف أقلياتها.. والتركمان الأكثر نزوحا

ذكرت احصائيات رسمية ان عدد الاقليات في محافظة نينوى، انخفض الى حوالي النصف تقريبا منذ سيطرة داعش عليها في العام 2014 والى حين استعادتها من القوات الامنية.

واكدت إحصائيات رسمية نشرت مؤخرا، إنّ “عدد الأقليات في نينوى، قبل احتلالها من داعش، كان بحدود 1.250 مليون نسمة، لكنّ العدد انخفض بعد ذلك إلى نحو 700 ألف، وسجل العدد الاخير بعد عودة النازحين من الأقليات الى مناطقهم في نينوى”، بحسب صحيفة المدى.

وتشير الاحصائيات الى ان الإيزيديين، الذين يقطن معظمهم قضاء سنجار، خسروا نحو 15 الف شخص بين قتيل ومفقود، بالاضافة الى هجرة 100 ألف الى خارج البلاد، في حين تناقص عدد المسيحيين بشكل كبير داخل مدينة الموصل، إذ لم يتبقَّ سوى بضعة أشخاص يعملون في دوائر حكومية.

وسجل الشبك، لأول مرة في تاريخهم، هجرة مئات العوائل إلى أوروبا بعد سيطرة داعش على مناطق تواجدهم في شمال وشرق الموصل، في حين تصدر التركمان النسبة الأعلى في عدد نازحي مكونات نينوى، إذ سجل نزوح نصف مليون تركماني الى مناطق الوسط والجنوب.

وتؤكد الاحصائيات ان حوالي نصف منازل الاقليات في نينوى تعرضت الى التدمير بفعل داعش وما أعقبها من عمليات عسكرية لاستعادتها، كما دُمرت أغلب دور العبادة الخاصة بمكونات نينوى، وتم نسف أغلب المراقد والمزارات الشيعية والكنائس والمعابد المسيحية والإيزيدية.

ويقول النائب المسيحي، يونادم كنا، إن”150 ألف مسيحي كانوا يعيشون في سهل نينوى و30 ألفاً داخل الموصل، انخفضوا بشكل كبير خلال سيطرة التنظيم على المحافظة”، مرجحا “عودة 70% من النازحين المسيحيين الى سهل نينوى، بالاضافة الى بضعة أفراد من أبناء المكون عادوا الى مركز الموصل”.

وكشف كنا وهو رئيس كتلة الرافدين”وجود 200 مسيحي فقط داخل الموصل، ضمن بعض الوظائف الحكومية وفي الجامعات، مقابل عودة 4500 عائلة فقط الى قرقوش”، في حين اكد عودة نصف مسيحيي تلسقف، و25% من أبناء المكون الى برطلة وبعيشقة، ولم يعد أي مسيحي الى تلكيف وبطنايا”لوقوعهما على حافة الصراع بين بغداد وأربيل”، مشيرا الى “هجرة 20% من مسيحيي نينوى الى خارج البلاد”.

وكشف كنا عن”إحراق 40% من منازل المسيحيين في نينوى”، مشيرا الى”تدمير 70% من منازل مسيحيي بطنايا، و10% من منازل بغديدا، اضافة الى تدمير 20 كنيسة في نينوى، بينها كنائس تاريخية”.

واوضح ان الموصل لوحدها كانت تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى ما قبل 1500 سنة بحسب رئيس الطائفة الكلدانية.

من جهته قال صائب خدر، السياسي والناشط الإيزيدي، ان عدد نفوس مكونه بحدود نصف مليون نسمة، كاشفا عن مقتل 10 آلاف إيزيدي إثر احتلال داعش لنينوى، مضيفا ان “هناك 6000 مختطف، عاد منهم 300، فيما هاجر 20 % من الإيزيديين الى خارج البلاد”.

وكان نحو 300 ألف إيزيدي قد نزحوا من الموصل وسنجار، التي احتلها داعش بعد شهرين من سيطرته على الاولى، وهي أكبر مواطن الإيزديين في العراق.

في حين اشارت إحصائية لمديرية شؤون الإيزيدية في إقليم كردستان، نشرت في آب الماضي، الى أن سيطرة داعش على سنجار أسفر عن”١٢٩٣ شهيداً، وخلف ٢٧٤٥ طفلا يتيماً، بينهم 220 فقد كلا الوالدين بعد اختطافهم من داعش”.

وأكد تقرير المديرية”اختطاف 6417 إيزيدياً، بينهم 3547 امرأة، فيما عثر على 3092 مختطفاً، عدد النساء 1102، والاطفال أكثر من 1600″، موضحا انه تم”اكتشاف 43 مقبرة جماعية، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية”.

ويعتقد الناشط الإيزيدي أنّ أقل من نصف عدد الايزيديين عاد الآن الى نينوى، مقابل أعداد قليلة جداً في سنجار، مضيفا ان العمليات العسكرية تسببت بتدمير 80% من قضاء سنجار، الامر الذي دفع مجلس النواب للتصويت، في نيسان 2016، على اعتبارها”مدينة منكوبة”.

وتحدث صائب خدر عن تدمير”90% من منازل الإيزيديين، وتهديم 25 داراً للعبادة خاصة بالمكون التي يعاد إعمار بعضها.

وبحسب تقرير مديرية شؤون الإيزيدية في كردستان فان داعش فخخ أثناء احتلاله لسنجار أغلب المنازل، وأزال 68 مزاراً ومرقداً دينياً.

وبحسب تقديرات خدر، فأن الاسوا هي”البطالة”التي يعاني منها الإيزيديون، مشيرا الى تفاقهما بعد الازمة الاخيرة بين الاقليم وبغداد، مضيفا ان”بعض الايزيديين ضمن الاحزاب الكردية اضطروا الى مغادرة نينوى والذهاب الى كردستان، وهم بلا عمل الآن”، مؤكدا ان السكان يخشون”الالغام والبيوت المفخخة ولايعرفون مصيرهم بين بغداد وأربيل”.

ويقدر أرشد الصالحي، رئيس الجبهة التركمانية العراقية، من جهته ان “500 ألف تركماني”من نينوى، نزحوا وهو مجموع عدد أبناء المكون في نينوى، حيث يتواجد اغلبهم في قضاء تلعفر، ويبلغ تعدادهم 400 الف نسمة.

واضاف الصالحي، ان”800 عائلة عادت فقط الى نينوى، فيما القسم الاكبر متواجد في الاقليم وتركيا”، مشيرا الى أن”اغلب بيوت التركمان ما زالت مفخخة والاخرى تضم ألغاماً ومتفجرات”.

وقال لقمان الرشيدي، العضو التركماني في مجلس محافظة نينوى، إنّ”أكثر العوائل التركمانية تنتظر رجوع الخدمات الى القرى والمدن للعودة”، كاشفا”عن تدمير 40% من منازل التركمان في تلعفر، و 40% في العياضية، و10% في الملحبية، مشيرا الى ان نسب دمار متفاوتة في قرى سهل نينوى تتراوح بين 20 الى 30%..

بدوره قدر النائب الشبكي حنين القدو، عدد ابناء مكونه في نينوى بـ 200 الف نسمة، مرجحا ان”90% من المكون عاد بعد استعادة مناطق تواجد الشبك في نينوى”، مؤكدا ان”الشبك يسكنون في مناطق شمال شرق الموصل في تلكيف، وبعشيقة، والحمدانية، وبرطلة، بالاضافة الى النمرود الواقعة جنوب شرق الموصل”.

واضاف قدو وهو مشرف على الحشد الشبكي”لأول مرة في تاريخ المكون تهاجر 500 عائلة الى أوروبا”، كاشفا عن”تدمير 20% من منازل الشبك، وأحرق داعش وجهات اخرى 50% منها”.

واكد تدمير جميع الحسينيات والجوامع الخاصة بالشبك في نينوى، مشيرا الى أن”بعضها تمت تسويته بالارض مثل مقامات زين العبادين، والإمام الرضا، والامام العباس”.

يذكر ان تنظيم داعش سيطر على أغلب مناطق محافظة نينوى في حزيران 2014، واتخذ التنظيم مدينة الموصل مركزا لخلافته المزعومة، بينما استطاعت القوات الامنية المشتركة استعادة كل المحافظة منتصف العام الحالي.
ك.ف

بغداد/NRT