قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها اليوم إن أوروبا مشلولة تجاه المهاجرين من أفريقيا عبر المتوسط، رغم أن مسؤولي اتحادها يقولون إنه لا يوجد خيار آخر غير استقبال هؤلاء المهاجرين.
وأوضحت أنه ومع طقس الصيف الأدفأ، بدأ عشرات الآلاف من المهاجرين اليائسين يتوجهون من ليبيا إلى أوروبا، وهو ما تضاءلت أمامه قدرات الإنقاذ في البحر المتوسط، وقصرت إمكانيات إيطاليا عن مواجهته.
وأشارت إلى أن حوالي 27 ألف مهاجر توجهوا إلى إيطاليا من ليبيا بين 1 يناير/كانون الثاني و21 يونيو/حزيران الماضي، توفي غرقا منهم أكثر من ألفين، مضيفة أن الوضع في أفريقيا -من الصراعات الدموية والحكام الدكتاتوريين، والفقر المدقع الذي دفع الناس لعبور الصحراء الكبرى وقذف بهم إلى فوضى ليبيا- لا يتطوّر إلا إلى الأسوأ.
الاستعباد والاغتصاب
وذكرت أن مهربي البشر ينتظرون المهاجرين بالاستعباد والضرب والتعذيب والاغتصاب قبل إرسالهم إلى البحر، وسيكون من غير المقبول أن تخفض الولايات المتحدة عونها الإنساني حاليا وفقا لتهديد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بذلك.
وفي هذه الأثناء، تقول الصحيفة إن إيطاليا تحوّلت إلى حظيرة للمهاجرين جراء نظم دبلن الأوروبية التي تتطلب أن يسجل طالبو اللجوء وينتظروا الإجابة عن طلبهم في أول دولة يصلون إليها، مشيرة إلى أن أقل من 21 ألفا فقط من مجموع 160 ألفا موجودين في إيطاليا واليونان ممن كانت دول أوروبية قد تعهدت باستقبالهم، قد استقبلوا فعلا.
وكانت المجر وبولندا والتشيك قد رفضت بوضوح تام المشاركة في استيعاب لاجئين، رغم تهديدها بغرامات.
ومن يحاول من المهاجرين الدخول إلى فرنسا من إيطاليا فإنه يواجه بالغاز المدمع من الشرطة على الحدود، ومن ينجح في العبور يجد بلادا غير راغبة في استضافته، مشيرة إلى أن قرابة 120 ألف مهاجر ينامون حاليا في العراء بضاحية لا شابيل على الطرف الشمالي من باريس، حيث امتلأت المآوي المؤقتة للاجئين هناك، كما أن مئات آخرين كانوا يعتزمون الذهاب إلى بريطانيا، لا يزالون عالقين في المكان الخالي لمخيم كاليه الشهير الذي تمت إزالته من الوجود العام الماضي.
ماء فقط
وكانت محكمة فرنسية قد حكمت الاثنين الماضي بأن يعطي المسؤولون المحليون ماء الشرب للاجئين، لكنها رفضت إصدار أمر بتوفير مأوى. ووعدت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بوضع خطة شاملة بشأن المهاجرين خلال أسبوعين، وليس أبكر من ذلك.
وقالت الحكومة الإيطالية خلال اليومين الماضيين، وبعد وصول 11 ألفا -على الأقل- من المهاجرين إلى شواطئها الأسبوع المنصرم، إنها تفكر في إغلاق موانئ البلاد أمام السفن والقوارب الأجنبية التي تحمل مهاجرين.
ومع ذلك، يقول مفوّض الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبولوس إن الوقت قد حان للدول الأعضاء في الاتحاد للارتقاء إلى مستوى هذه الكارثة الإنسانية، بينما يقول المسؤول في منظمة الهجرة الدولية فدريكو صودا إن أفريقيا وأوروبا ستكونان جارتين على الدوام، وإن حركة المواطنين بينهما هي من الحقائق الثابتة للعقد القادم.
المصدر : نيويورك تايمز