اختتم ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني في منتجع سوتشي الروسي، والرامي لحل الأزمة في سوريا، متعثراً بمغادرة وفد المعارضة السورية، وضبابية موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وغياب أمريكي ـ بريطاني ـ فرنسي، فيما طلبت وزارة الخارجية التركية الثلاثاء إيضاحات من روسيا بشأن شخص تتهمه أنقرة بأنه «إرهابي» يشارك في الاجتماع بين ممثلي المجتمع المدني والسياسي السوري في سوتشي.
وصدر البيان الختامي للمؤتمر الذي ترعاه روسيا، بتأكيد تشكيل لجنة من 150 عضواً لبحث إدخال تغييرات على الدستور السوري الحالي، وأن «الشعب السوري يجب أن يقرر مستقبله» من خلال انتخابات، و»أن يكون له الحق في اختيار نظامه السياسي». وأكد البيان الختامي احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وشهد «سوتشي»، أمس، انسحاب وفد المعارضة السورية الذي أوكل إلى الجانب التركي نقل مطالبه إلى المؤتمر، بينما سادت ضبابية حول حضور وفد الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي علق بدوره مشاركته في المؤتمر على خلفية الشد والجذب بين الأطياف السورية.
وافتتح «سوتشي» بكلمة لوفد النظام على لسان رئيس غرفة التجارة والصناعة غسان قلاع، الذي نقل الكلمة بدوره إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، متحدثاً باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تسوية سورية تحت مظلة الأمم المتحدة، واصفاً المؤتمر بأنه فريد من نوعه ويحمل الأرضية المناسبة لتوحيد جميع أبناء الشعب السوري، بعد سنوات عدة من النزاع الذي راح ضحيته مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري.
وفي الطرف المقابل قرر وفد المعارضة الذي وصل إلى روسيا، مقاطعة مؤتمر سوتشي، بالرغم من الوساطة التركية، عازياً السبب إلى افتقار الجانب الروسي لأساليب اللباقة الدبلوماسية.
وكانت وزارة الخارجية التركية طالبت روسيا بإيضاحات حول مشاركة رئيس ميليشيا عسكرية مسؤولة عن مجازر في سوريا، وتتهمه أنقرة بأنه «إرهابي»، في الاجتماع بين ممثلي المجتمع المدني والسياسي السوري في سوتشي.
والطلب التركي يتعلق بمشارك في مؤتمر سوتشي اسمه مهراج اورال الذي تعتبره أنقرة زعيم مجموعة ماركسية متهمة بتنفيذ مجزرة أوقعت 52 قتيلا وأكثر من مئة جريح، في ريحانلي على الحدود السورية، في أيار/مايو 2013. ومهراج اورال يقيم في سوريا حيث أعلن تأييده لنظام دمشق.
وأدان مصدر في وزارة الخارجية التركية وجوده في سوتشي، مؤكدا أن اسمه لم يكن على قائمة المشاركين التي عرضت سابقا على تركيا.
وأفاد مصدر ميداني يقاتل إلى جانب النظام السوري، بأن قواته استهدفت رتلاً للجيش التركي في ريف حلب الجنوبي ليل الإثنين/ الثلاثاء. وأكد المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) «استهدف الجيش السوري الرتل العسكري بسلاح المدفعية وراجمات الصواريخ دون معرفة إن كانت هناك خسائر وقعت في صفوف الرتل»، مشيراً إلى أن هذا الاستهداف ليس هو الأول الذي يتعرض له الجيش التركي في ريف حلب.
وأكد قائد عسكري في حركة أحرار الشام «تعرض رتل عسكري تركي لقصف مدفعي من قبل القوات الحكومية ومسلحي حزب الله اللبناني في منطقة الكباري قرب بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي دون وقوع إصابات في عناصر وآليات الجيش التركي».
دمشق ـ «القدس العربي»