رتفعت أسعار النفط أكثر من واحد في المئة أمس، لتواصل المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة بدعم من انخفاض الدولار وتصريحات سعودية تؤكد التزام المملكة بخفوضات الإنتاج خلال السنة الحالية.
وكسبت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.4 في المئة عن آخر تسوية مسجلة 61.44 دولار للبرميل، بعدما ارتفعت 2.4 في المئة في الجلسة السابقة. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 1.1 في المئة إلى 65.05 دولار للبرميل بعد زيادة 2.6 في المئة أول من أمس.
وأكد متعاملون أن الأسعار ارتفعت بدعم من تراجع الدولار في مقابل عملات رئيسة. والأهم من ذلك، الدعم الذي وجدته السوق في تصريحات المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك)، والتي أكدت دعمها لخفوضات الإنتاج التي تقودها المنظمة ومنتجون مستقلون من بينهم روسيا.
إلى ذلك، أظهرت بيانات من وكالة الموارد الطبيعية والطاقة أمس، أن السعودية والإمارات امتلكتا معاً نحو 13.8 مليون برميل حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر)، ضمن المخزونات اليابانية شبه الوطنية من دون تغيير عن الشهر السابق. وتقرض الحكومة اليابانية سعة تخزين للخام من دون مقابل لشركة «أرامكو السعودية» الحكومية و»شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك)، بما يسمح للشركتين بتخزين ما يصل إلى 14.47 مليون برميل.
ولا يوجد تفصيل لعدد البراميل العائدة الى كل من الشركتين. وفي مقابل التخزين المجاني، تحصل اليابان على أولوية في السحب من المخزون في حالات الطوارئ، وتتعامل معها كمخزون شبه حكومي، وتحتسب نصفه كجزء من احتياطات الخام الوطنية الاستراتيجية.
في سياق منفصل، أكد «صندوق الاستثمار المباشر» الروسي أنه يتعهد بتأسيس تجمع «كبير» للمستثمرين من أجل الطرح العام الأولي المزمع لشركة النفط الوطنية العملاقة «أرامكو السعودية» البالغة قيمته 100 بليون دولار.
وقال رئيس صندوق الثروة السيادي كيريل ديمترييف إنه يتوقع اهتماماً واسعاً من القطاع المالي الروسي. وأضاف على هامش مؤتمر في سوتشي: «نرى اهتماماً كبيراً من البنوك الروسية، ومن بنوك الاستثمار الروسية ومستثمرين روس آخرين. لذلك نعتقد أننا سنتمكن من إقامة كونسورتيوم كبير من أولئك المستثمرين». وأشار إلى أن الصندوق يعمل مع مستثمرين صينيين على تيسير مشاركتهم في الطرح الأولي، الذي قد يصبح الأكبر في العالم.
واعتبر أن «صندوق الاستثمار المباشر الروسي وشركاءه من الشرق الأوسط وآسيا واليابان اشتروا قدراً «كبيراً» من الأسهم الممتازة في شركة ترانسنفت الروسية المحتكرة لخطوط أنابيب نقل النفط».
في سياق متصل، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في وقت سابق أمس، إن شركة «نوفاتك»، أكبر منتج غير حكومي للغاز الطبيعي في روسيا، و»أرامكو السعودية»، وقعتا مذكرة تعاون. وترأس نوفاك وديمترييف وفداً روسياً إلى السعودية هذا الأسبوع.
وأضاف الوزير أن «نوفاتك وأرامكو تجريان مناقشات في شأن مشروع الغاز الطبيعي المسال 2 في المنطقة القطبية الشمالية، والذي يستهدف بدء إنتاج الغاز الطبيعي المسال في 2022-2023»، متوقعاً «توقيع اتفاق خلال السنة الحالية في منتدى اقتصادي من المقرر أن ينعقد في سان بطرسبرغ».
في سياق منفصل، أكدت مصادر مطلعة أن شركة «بتروبراس» الوطنية البرازيلية حددت نهاية آذار (مارس)، موعداً نهائياً لتلقي عروض المشاركة في مناقصة للحصول على حصة مسيطرة في شبكة خط أنابيب الغاز «ترانسبور تادورا أسوسيادا دي غاس» (تاغ). وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر أسمائها نظراً الى سرية المحادثات، أن «اتحاد شركات تقوده مجموعة ماكواري الأسترالية وشركة إنجي الفرنسية وصندوق الثروة السيادي الإماراتي مبادلة يجهز عروضه». وأفادت وكالة «رويترز» سابقاً، بأن الشركات الثلاث قدمت اقتراحات غير ملزمة في كانون الأول للحصول على 90 في المئة في شبكة خط الأنابيب.
ولفتت المصادر إلى أن الشركات تجري محادثات مع البنوك لمناقشة التمويل، وأضافت أن عروض الشركات قد تتجاوز سبعة بلايين دولار، ما سيجعل «تاغ» أحد أكبر الأصول التي تبيعها «بتروبراس».
وتنفذ «بتروبراس» خطة بيع أصول قيمتها 21 بليون دولار على مدار سنتين، لخفض الدَين الذي بلغ 91 بليون دولار، وهو الأضخم بين شركات النفط الكبرى وفقاً لبيانات مؤسسة «تومسون رويترز». وتتكون شبكة «تاغ» من خطوط أنابيب بطول 4500 كيلومتر في شمال شرقي البرازيل.
صحيفة الحياة اللندنية