أفاد مراسل الجزيرة في سوريا نقلاً عن مصادر ميدانية بأن غارات جوية مكثفة استهدفت اليوم الخميس مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في خرق لهدنتي مجلس الأمن وروسيا، وسط تبادل للاتهامات بشأن خروج المدنيين.
وقالت المصادر إن الغارات استهدفت دوما وحرستا وزملكا وعربين وكفر بطنا وحمورية وجسرين في الغوطة، رغم دخول الهدنة الروسية اليومية التي يفترض أن تبدأ الساعة التاسعة صباحا وتستمر خمس ساعات، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.
وأشار مراسل الجزيرة في درعا عمر الحوراني إلى أن قوات النظام تواصل محاولاتها لاقتحام الغوطة الشرقية وتقطيع أوصالها من محورين أساسيين، شمال الغوطة وشرقها.
وعن الحديث عن فتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين، أكد المراسل أنه لم يخرج أي مدني من المعبر الرئيسي (الوافدين) الذي حددته روسيا معبرا إنسانيا، وهو ما تصفه المعارضة بأنه مخصص للتهجير.
ويتبادل النظام وروسيا مع المعارضة اتهامات بشأن استهداف الممر وعدم السماح للمدنيين بالخروج، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية إن المعارضة المسلحة تمنع المدنيين والجرحى من المغادرة منذ إعلان الهدنة الروسية الاثنين الماضي، وتستهدف الممر الإنساني بقذائف الهاون.
ضحايا
من جهتها قالت أماني بَلور -إحدى أهم الطبيبات المتبقيات في الغوطة الشرقية المحاصرة- إن عدد الضحايا المدنيين نتيجة استهداف النظام السوري وروسيا للغوطة الشرقية خلال عشرة أيام يفوق خمسمئة قتيل وآلاف الجرحى.
وأضافت بلور -خلال مناشدة أطلقتها عبر شاشة الجزيرة- أن المستشفيات الميدانية في غوطة دمشق تعمل بصعوبة شديدة، في ظل ارتفاع أعداد الجرحى ونقص كبير من المواد الطبية التي يمنعها النظام السوري عن الغوطة.
وفي نيويورك، قال منسق عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارك لوكوك إنه منذ صدور قرار مجلس الأمن يوم السبت الماضي بشأن وقف شامل لإطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما، قتل نحو ستمئة شخص في الغارات الجوية على الغوطة الشرقية.
من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جيفري فيلتمان إنه لم يتم قط الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2401 بوقف إطلاق النار في سوريا. كما تحدث فيلتمان عن تقارير تشير إلى وقوع هجمات بغاز الكلور.
وفي هذا السياق أيضا، اعتبر مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي أن القرار الأممي 2401 لم ينفذ ولو بشكل جزئي حتى الآن، وتحديدا في الغوطة الشرقية.
وشدد العتيبي أمس أمام مجلس الأمن على ضرورة توحيد المجتمع الدولي لتنفيذ الاتفاق بشكل كامل وفوري دون إبطاء بهدف التخفيف عن معاناة الأشقاء في سوريا وحماية المدنيين.
المصدر : الجزيرة + وكالات