لندن ـ استقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الثلاثاء، مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني قبل يوم من زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى لندن.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية، أن اللقاء تناول القضايا الإقليمية والدولية ومستجداتها، وسبل تعزيز العلاقات التاريخية والمتميزة بين المملكة وبريطانيا.
كما التقى الجبير، ممثلي وسائل الإعلام البريطانية وكتّاب الرأي، في لقاء مفتوح تناول “رؤية المملكة 2030″، ونظرة الرياض إلى العلاقات مع لندن، والحرص المشترك على تنميتها وتطويرها.
ومن المقرر أن يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، زيارة لبريطانيا، تستمر ثلاثة أيام، في إطار جولته الحالية التي استهلها من مصر.
وأبلغ الجبير الصحفيين أن خروج بريطانيا المرتقب من الاتحاد الأوروبي لا يقوض جاذبيتها باعتبارها وجهة للاستثمار، مضيفا أنه يتوقع أن ترتقي زيارة ولي العهد بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
مؤكدا أن “الابتكار البريطاني والتكنولوجيا البريطانية والمعرفة البريطانية لن تتغير سواء كانت جزءا من الاتحاد الأوروبي أو لم تكن جزءا منه”.
ولم يذكر الجبير مزيدا من التفاصيل بخصوص الاتفاقات أو التفاصيل الدقيقة لجدول أعمال زيارة ولي العهد.
وأوردت وزارة الخارجية السعودية في تغريدة لها صور من اللقاء بين الوزير ومجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني.
وامتنع وزير الخارجية عادل الجبير عن التعليق بخصوص مدى التقدم في خطط إدراج شركة النفط الحكومية العملاقة أرامكو السعودية وما إذا كان من المحتمل إدراجها في لندن أو نيويورك.
وردا على سؤال بشأن احتجاجات محتملة خلال الزيارة بسبب قضايا مثل الصراع في اليمن ومبيعات السلاح البريطانية للسعودية وسجل المملكة في حقوق الإنسان، قال الجبير إنه ينبغي ألا تكون السعودية هدفا للمظاهرات.
وأضاف “نحن ندفع بلدنا إلى الأمام، نحاول إرساء الاستقرار في منطقتنا، ونعمل من أجل السلام والأمن. ينبغي أن يتظاهر الناس دعما لنا وليس ضدنا”.
ويشير دبلوماسيون بريطانيون إلى أن تجارة المملكة المتحدة مع السعودية ودول الخليج تصل إلى نحو 10% من إجمالي التعاملات التجارية، أكثر من إجمالي حجم التجارة مع الصين. ومن الممكن أن يزيد هذا الرقم بشكل كبير إذا استفادت الشركات والمشاريع البريطانية استفادة قصوى من الفوائد التي يمكن أن توفرها رؤية 2030.
ويقول الأمير محمد بن سلمان “نحن نعتقد بأن السعودية بحاجة إلى أن تكون جزءاً من الاقتصاد العالمي. إن الشعب بحاجة إلى أن يكون قادراً على التحرك بحرية، كما أننا بحاجة إلى تطبيق المعايير المماثلة لبقية دول العالم”.
وفي انتظار وصول ولي العهد السعودي إلى لندن، كتبت صحيفة الديلي تلغراف تقريرا بعنوان “مستقبل السعودية”. قالت فيه “ليس من المعتاد أن تثير زيارة مسؤول غير رأس الدولة مثل هذا الاهتمام الذي تثيره زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا”.
لكن محمد بن سلمان ليس ولي عهد السعودية فقط، بل الشخصية الأكثر أهمية في كل منطقة الشرق الأوسط، كما ترى الصحيفة، حيث بفضله ستودع المملكة ماضيها المحافظ على المستوى الديني والسياسي.
ولا تكمن أهمية ذلك في تأثيره على الوضع الداخلي فقط، بل ترى الصحيفة أن له انعكاسات على علاقات السعودية بالعالم الخارجي أيضا.
وكان “تصدير الجهاد” إلى العالم قد أساء إلى صورة السعودية في الماضي، ويحاول الأمير الشاب إصلاح هذه الصورة.
وترى الصحيفة أن الأمير الشاب يملك من البراغماتية قدرا كافيا حتى لا يتجاهل حقيقة أفول عصر النفط، وأن على بلاده أن تسعى للتحديث والتنوع إن كانت تريد أن تعيش في رخاء كما في السنوات الخمسين الماضية.
وتكمن أهمية السعودية لبريطانيا بكونها شريكا دفاعيا وسوقا ومستثمرا مهما وكذلك شريكا في مكافحة التطرف.
ومن المقرر أن يعقد ولي العهد السعودي اجتماعات خاصة مع رئيسي جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5) ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6)، بالإضافة إلى دعوته لحضور اجتماع مجلس الأمن القومي، وهو امتياز من النادر أن تحظى به الشخصيات الخارجية الزائرة.
ويعتقد ولي العهد أن استمرار التعاون الوثيق بين الرياض ووكالات الاستخبارات الغربية، مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني، أمر حيوي لكسب هذه المعركة، حيث أن السعوديين قادرون على توفير المواد الخام، في حين أن خبراء الاستخبارات الغربية يملكون المهارات اللازمة لتحليلها.
وهو يؤمن كذلك بأن النمو الاقتصادي في السعودية سيفيد بقية المنطقة وبالتالي فإنه سيساعد في هزيمة التطرف.
وقال ” نريد أن نُحارب الإرهاب، ونريد محاربة التطرف لأننا بحاجة إلى بناء الاستقرار في الشرق الأوسط. نريد نموًا اقتصاديًا سيساعد المنطقة على التطور. وبسبب موقعنا المهيمن، فإن السعودية هي مفتاح النجاح الاقتصادي في المنطقة.”
العرب