بدأت حكومة تركيا مؤخرا إجراءاتها الفعلية لتنفيذ مشروع ترميم جزيرة سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر في شرق السودان، وذلك تنفيذا لاتفاقات أُبرمت بين الخرطوم وأنقرة منذ عام 2008.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير منح تركيا أمر تطوير الجزيرة في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحضور الملتقي الاقتصادي السوداني التركي في الخرطوم.
وقال البشير إن أنقرة بدأت تعمير الجزيرة التي ترتفع فوق سطح البحر بنحو 216.6 قدما ومساحة 20 كيلو مترا مربعا، لتكون معلما سياحيا.
وأعلن الرئيس التركي في الخرطوم أن السودان خصص الجزيرة لبلاده كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها.
وتكتسب الجزيرة أهميتها من كونها تضم بداخلها آثارا للعهد العثماني الذي كان يحكم المنطقة بمعالم أبرزها مسجدا الشافعي وأبو حنيفة.
كما أن الجزيرة كانت نقطة انطلاق لحجاج أفريقيا إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة قبل أن يتم تحويل الميناء عام 1907 إلى مدينة بورتسودان الواقعة على بُعد 54 كيلومترا شمال شرق الجزيرة.
وكان وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور كشف أنه سيتم بناء مرسى ليخدم السفن المدنية والعسكرية على السواء.
وتعمل وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا) في إعادة ترميم تلك الجزيرة حيث بدأت أولا بصيانة وترميم مبان تجارية ومساكن ومقار لمؤسسات حكمية كانت حاضرة قبل تحويل ميناء السودان الرئيسي إلى بورتسودان.
وتبلغ تكلفة ترميم وإعادة تأهيل الجزيرة -التي تبعد عن العاصمة الخرطوم زهاء 660 كيلومترا- حوالي 13 مليون دولار أميركي، وذلك حسب وزير السياحة في ولاية البحر الأحمر السودانية صالح صلاح.
وكانت الحكومة السودانية أعادت افتتاح ميناء سواكن وخصصته لنقل الركاب من الحجاج وغيرهم بداية ١٩٩١، مع تخطيط أحياء سكنية جديدة نتيجة للتوسع السكاني فيها.
يُذكر أن ملك بريطانيا الأسبق جورج الخامس -الذي زار بورتسودان عام 1912- اتخذ قرارا بإزالة سواكن والاستعاضة عنها ببورتسودان لتفقد بعد ذلك أهميتها.
وحسب مؤرخين، فإن سواكن ظلت لعدة قرون المحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد الأفريقي والسوداني على وجه الخصوص لكونها الميناء الوحيد، قبل قرار الاستعمار الإنجليزي بإهمالها وتأسيس ميناء جديد في مرسي “برؤوت” أحد شيوخ قبيلة البجا على بعد ٥٩ كيلومترا شمالا أطلقوا عليه اسم “بورتسودان” عام 1903.
المصدر : الجزيرة