عدن – كشفت مصادر يمنية خاصة لـ”العرب”، عن أن حزب الإصلاح الإخواني تبنى خلال الأيام الأخيرة، خطة لإعاقة العمليات العسكرية التي تتولاها المقاومة الشعبية على مختلف الجبهات لمنعها من أي تقدم ميداني، مستفيدا من وجود قيادات عسكرية إخوانية عينها الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي في سياق تحالفه مع الحزب.
وقالت المصادر إن قيادات إخوانية سربت أخبار هذه الخطة في رسالة إلى التحالف العربي، مفادها أن الجماعة لن تسكت على محاولة تقليص نفوذها في مؤسسات الشرعية حاليا، وخاصة في مرحلة ما بعد التحرير، وأن هذا القرار جاء بعد قرار التحالف بالانفتاح على المكونات الهامة وذات الفعالية العسكرية والسياسية التي تساعد على تسريع مهمة التحرير، من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ومن رموز حزب المؤتمر الشعبي العام وأسرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وبعثت قيادة مقاومة محافظة البيضاء (وسط اليمن) رسالة مفتوحة إلى الرئيس هادي وقيادة التحالف العربي، كشفت خلالها عن جزء من ممارسات حزب الإصلاح التي تهدف إلى عرقلة جهود تحرير المحافظة ونهب الدعم المقدم للمقاومة وصرفه للموالين للجماعة.
واتهمت الرسالة حزب الإصلاح بوضع العراقيل أمام محاولات استعادة الدولة لسيطرتها في البيضاء واليمن بشكل عام، وعدم الاكتفاء بالوقوف موقف المتفرج دون المشاركة في المعارك بل وتوجيه عناصر الإخوان في المحافظة بمغادرة جبهات البيضاء والانضمام إلى جبهات مأرب والتي قالت الرسالة إنها باتت محصورة في الإخوان وتحت إشرافهم المباشر.
ولفتت رسالة قيادة مقاومة البيضاء إلى قيام حزب الإصلاح بتنصيب ممثلين عن مقاومة البيضاء من بين عناصر الحزب المتواجدة في مأرب، وقيام تلك القيادات بالعمل على عرقلة المقاومة الحقيقية المتواجدة في الجبهات.
ومن أبرز العراقيل التي أشارت إليها الرسالة، استخدام سلطة الإخوان في مأرب وفي قيادة الجيش الوطني والأمن لعرقلة “دمج مقاومة البيضاء بالجيش الوطني والأمن لمدة لا تقل عن عام ونصف العام، مع حرص الإخوان على تسجيل أفرادهم في ألوية الجيش الخاصة بهم مثل اللواء 117، رغم أن أكثرهم غير مشاركين في جبهات البيضاء المشتعلة”.
وأكدت الرسالة قيام حزب الإصلاح بالاستيلاء على المرتبات والدعم المقدم لمقاومة البيضاء من قبل الحكومة الشرعية، وصرف المرتبات بموجب الولاءات الحزبية ومن دون أي صفة قانونية ومن خلال كشوفات مخالفة لتلك المعتمدة من الشرعية.
كما كشفت الرسالة المرفوعة من قبل قيادة مقاومة البيضاء عن قيام حزب الإصلاح بإفشال خطة كانت جاهزة لتحرير المحافظة، تم التوافق عليها من قبل قادة التحالف العربي والسلطة المحلية في المحافظة من خلال اختلاق عدة إشكاليات من أبرزها “التأثير على أسر المقاتلين ومنعهم من الانضمام لمعسكرات الجيش الوطني التي تقودها المقاومة تحت إشراف قيادة التحالف والسلطة الشرعية وهو ما سبب إرباكا كبيرا للمقاومة وعرقل ترتيبات التحرير المتفق عليها”.
وجاءت شكوى المقاومة في محافظة البيضاء بعد أيام قليلة من حالة مشابهة شهدتها محافظة تعز إثر إقدام المئات من أفراد الجيش الوطني على قطع أحد الشوارع الرئيسية احتجاجا على قيام قيادة محور تعز الموالية لحزب الإصلاح بإسقاط أفراد الجيش الوطني غير الموالين لهم من كشوفات الرواتب وإضافة أسماء أخرى من عناصر الجماعة.
وقالت مصادر خاصة لـ”العرب” من تعز، إن محافظ تعز أمين محمود، وجه بإيقاف والتحقيق مع رئيس شعبة التجنيد في محور تعز العقيد أحمد السفياني المنتمي إلى جماعة الإخوان، والذي يتهم بالوقوف وراء العبث بكشوفات أفراد الجيش الوطني في المحافظة لصالح حزب الإصلاح، وإضافة أكثر من خمسة آلاف عنصر من حزب الإصلاح في قوائم الجيش الوطني.
وثارت موجة من الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي إثر ترؤس مستشار قائد المحور عبده فرحان، الأحد الماضي، اجتماعا برؤساء الشعب الإدارية وأركان المحور، وقيامه بتشكيل لجان لمتابعة الجوانب المالية والإدارية، واستغرب ناشطون تدخل فرحان والذي يعرف بأنه القائد العسكري والأمني لحزب الإصلاح في تعز بهذه المهام التي لا تتناسب مع طبيعة وظيفته الشرفية التي تم تعيينه فيها حديثا.
ويرى مراقبون أن ممارسات حزب الإصلاح القائمة على الاستحواذ وإقصاء المخالفين من مختلف مؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية، والانهماك في إنجاز مشروع حزبي ضيق، من أبرز أسباب تعثر جهود التحرير وإرباك التحالف العربي لدعم الشرعية وإطالة أمد المعركة.
وحذر المراقبون من أن استمرار هذه الممارسات في ظل الصمت الرسمي من الرئيس هادي، سينعكس سلبا على الملف اليمني وسيخدم الانقلابيين الحوثيين في نهاية المطاف، وسيؤدي إلى موجة من الاحتجاجات المتصاعدة في صفوف المؤيدين للشرعية الذين باتوا يضيقون ذرعا بسياسة إخوان اليمن.
العرب