أعلن المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن «قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت عملية إطلاق 7 صواريخ باليستية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة». وأضاف أن الصواريخ أطلقت «بطريقة عشوائية وعبثية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان»، مؤكداً «اعتراضها جميعاً وتدميرها» من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي.
وأشار إلى أن اعتراض الصواريخ «أدى إلى تناثر الشظايا على بعض الأحياء السكنية، نتج عنها بحسب المعلومات الأولية وحتى إعداد هذا البيان (في الساعات الأولى من صباح اليوم) استشهاد مقيم من الجالية المصرية وأضرار مادية للأعيان المدنية، وسيتم الإعلان عن التفاصيل بهذا الخصوص لاحقاً من قبل الجهات المختصة».
وأضاف المالكي أن «هذا العمل العدائي والعشوائي من قبل الجماعة الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني بدعم الجماعة الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية، في تحدٍ واضح وصريح للقرار الأممي 2216 والقرار 2231، بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي».
وشدد على أن «إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني»، مؤكداً أن «ما تقوم به الميليشيا الحوثية يعد تطوراً خطيراً في حرب المنظمات الإرهابية ومن يقف خلفها من الدول الراعية للإرهاب كنظام إيران».
إلى ذلك، أوضح الرائد محمد الحمادي، المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة الرياض، أن فرق الدفاع المدني في العاصمة باشرت، مساء أمس، «حادثة سقوط شظايا من صواريخ باليستية، بعد اعتراضها وتدميرها، على أحياء سكنية في مواقع متفرقة. وتسبب سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني في استشهاد مقيم وإصابة اثنين آخرين جميعهم من الجنسية المصرية، وتم التعامل مع الحادث وفق الخطط المعدة لذلك».
وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ببرقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أعرب فيها عن «استنكار الكويت وإدانتها الشديدة للهجمات الصاروخية التي تعرضت لها السعودية، والتي اعترضتها قوات الدفاع الجوي السعودي».
وقال أمير الكويت إن «هذا العمل العدائي الذي استهدف أمن وسلامة السعودية وشعبها يتنافى مع الشرائع والقيم والمبادئ الدولية كافة». وأكد «تعاطف دولة الكويت مع السعودية، وتأييدها لكل ما يتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنه، سائلاً المولى تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها الكريم من كل مكروه».
ومثّل العدوان الحوثي الجديد إحراجاً للأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي يزور صنعاء حالياً في محاولة لتحريك مساعي الحل السياسي. وبدت الصواريخ بمثابة تأكيد من الميليشيات على رفضها التجاوب مع الدعوات الدولية المتزايدة إلى الحل. واعتبر مراقبون أن توقيت الاستهداف الأخير للرياض «يؤكد هوية الطرف المعرقل للتسوية».
يُذكر أن الولايات المتحدة، حملت في وقت سابق، على لسان مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إيران، المسؤولية عن هذه الضربات الصاروخية، متهمة طهران بتزويد الحوثيين بالصواريخ، وقالت هايلي آنذاك، إن لدى واشنطن أدلة مقنعة على تسليح طهران للحوثيين، داعية إلى تشكيل تحالف دولي ضد إيران.
الشرق الاوسط